وسط هذا الحراك الثقافي الفني الأجمل وبين تلك الأماسي الثقافية والندوات المتنوعة التي تملأ الأجندة الثقافية العمانية تنتابك سعادة غامرة من هذا الموسم الثقافي المتواصل الذي يبشر بالغد الأفضل والحياة النوعية الواعدة... فالأمم والحضارات منذ فجر التاريخ تُخلد عبر فنونها.

حفلات موسيقية ومسرحيات ..آماسي شعرية ومعارض وجاليريهات عامرة بالفن واهله ..كتب تعلن واخرى توقع..مهرجانات شعرية وحلقات بحثية من الصباح وحتى المساء تضيء الأوقات والحنايا العمانية فتحيلها شمعة متوقدة تنير فضاءات الفن والثقافة...

بيوت عمان الثقافية صارت حصنا مكينا لأحتضان وجوه الثقافة و موئلاً غنياً لإذكاء تراثنا العبق مع إستدامة الحداثة المطلوبة لإنعاش الحركة الثقافية وإبعادها عن مفهوم النخبة الثقافية الضيق النطاق والتأثير..

والملحوظ أن أمانة عمان تقوم بدورها الثقافي ليس فقط باحتواء الأماكن للحراك الثقافي إنما بإطلاق هذا الحراك والتنويع في المنجزات الثقافية والفكرية والفنية، وهذا القطاع الثقافي والإجتماعي يكاد ان يكون نواة تنبعث منها موجات الفكر الخلاق الذي يمتد من جنوب عمان حتى شمالها وفق أذرع مساندة كبيت الفن و بيت الرواد.. وغيرها من الأماكن العمانية الجميلة التي احتضنتها ثقافة أمانة العاصمة ورممتها ووضعت لها مساراً ورسالة تكمل مفهوم الثقافة الوطنية الأشمل ..

مرصد ثقافي وأجندة ثقافية شاغرة .. ومواسم فنية وثقافية تعبق بأركان عماننا الجميلة فتزيد من جمالها جمالاً، وتترك بصمة حضارية بلغة عالمية على أسم عمان التي كانت وستبقى دوما مدينة فن وثقافة، ومدرسة عريقة تخرج فنانين مبدعين وكتاباً متفردين وموسيقيين وملحنين وشعراء نهلوا من جماليات أدراج عمان وشوارعها وأزقتها.. واستوحوا إلهامهم من روعة بنيانها السامق الصامد في سمائها الرحبة التي لا تشبه إلا سماءها!!..

تحية إمتنان لهذا الحراك الثقافي الفني الذي أصبح يضاهي فعلاً ومنجزاً على أرض الواقع أرقى العواصم الفنية والثقافية العريقة في العالم، والذي يبعث في الروح الأمل.. وإشراقات جديدة في المشهد العماني الذي لايتوقف عن إدهاشنا وتحريك الهمم والعزيمة في العمل والإنجاز الذي يرقى بالأنسان وبفكره.. تلك هي جوهرة رؤية سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني راعي المسيرة والإنجاز العظيم ..

عاصمتنا الحبيبة يا موطن الحوريات وسبيلهن الأعذب الأجمل.. بمنجزاتك الثقافية والفنية الرائدة نفاخر عواصم الدنيا ... وتلك المساحة العَمانية الثقافية لم تنس أبداً الثقافة العربية وروادها بل أحتضنتهم وقدمت لهم كل التسهيلات لتكون عمان عقد الدار العربية .. وحصنا حصيناً للفكر والفن والثقافة ..ومسرحاً رحباً للعمل الجاد والتغيير الذي يؤمن للفرد والمجتمع فرصة الإرتقاء بالغد الأجمل ..

Diana-nimri@hotmail.com
الراي.