عندما غنت ام كلثوم لأول مرة في باريس وغنت معها قلوب الملايين من العرب الذين طاروا ورائها الى مدينة النور ليسمعوا بلبل الشرق وهي تشدوا بصوتها الملائكي على مسرح الاولمبي والذين جلسوا أمام أجهزة الراديو في كل مكان من الوطن العربي وغيره من محبيها كما تعودوا أن يفعلوا دائما كلما غنت .

لقد كان الشعب العربي كله أغنية ترددت بكل لغة في العالم عندما وقفت من مراسلي الصحف ووكالات الأنباء العالمية ينقلون حفل الافتتاح لتلك الليلة التي لم تنساها باريس أبدا .فقد أندفعوا جميعا في ذهول يصفون تلك الصلاة الدينية التي رتلتها ام كلثوم وكتبت صحيفة لوموند الفرنسية في حينها "لقد كان حفل ام كلثوم مشهدا رائعا لا نظير له " وقال الناقد الفني في حينه لصحيفة "فرانس سوار"إن الذين ذهبوا لسماع ام كلثوم شهدوا صلاة دينية قامت بها كبيرة الكهنة ....وامتلأت الصحف الفرنسية والنقاد في حينها بالتعليق على هذا الحدث أن نجاحها فاق كل التنبؤات ،ولأول مرة في تاريخها الطويل بكت ام كلثوم وهي تغني على خشبة المسرح فقد كانت تشدوا بقصيدة الاطلال زعندما وصلت الى مقطع "أعطيني حريتي ،اطلق يديا"لم يتمالك أحد المستمعين نفسه فقفز فوق خشبة المسرح والقى بنفسه فوق قدميها فأنفعلت فأبدعت ولما أنتهت كانت الدموع تملأ عينيها ولعل أروع وصف للمشاعر العرب الذين حضروا في باريس لسماع ام كلثوم وكتبتها صحيفة الفيجارو الفرنسية وعلى صفحتها الاؤلى "اذا وجد العالم  العربي وحدته يوما ما فلا شك أنه سيجدها حول ام كلثوم .

أعطني حريتي أطلق يديَّ .. إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ 
آه من قيدك أدمى معصمي .. لم أبقيه وما أبقى عليَّ 
ما احتفاظي بعهودٍ لم تصنها .. وإلام الأسر والدنيا لديَّ

فأين لنا اليوم من فن وكلمات توحد فينا وحدتنا