مكانة الوطن والمواطن في خطاب القائد بعيد الجلوس
فؤاد الحميدي
11-06-2009 11:26 PM
في يوم من الأيام وأنا في الثانوية العامة فتشت في مكتبة والدي عن كتاب كنت ارغب في قراءته،وهو "تاريخ الأردن والهاشميون" ولم اترك مكان واحترت في أمر الكتاب، ولكني لم أجده في أي مكان ظاهر أو محجوب ...اين ذهب الكتاب ، كل هذا حدث ووالدي ينظر في حركتي دون حديث، وكان والدي حكيما رحمه الله ، فسألته عن الكتاب وإذ به يخفيه في مكان لا يمكن ان يصله احد ، فسألته، لماذا تركتني أفتش كل الأماكن بهذه الطريقة وأنت تعلم أين هو ؟
أجابني بصوته الحنون الدافئ والجهور : لا تناقشني لماذا فعلت ذلك؟ فانا وضعت الكتاب في مكان لا تصله الأيدي العابثة والفاسدة ، لان هذا المكان هو الذي اشعر به في الأمان وهو أملي الوحيد بالأمان ،لان ما في الكتاب هو خياري ومكاني الوحيد في الدنيا ، لا تذكرني بهذا الخَيَار والاختبار ... فهذا المكان لا استطيع ان ابحث عنه لكي ابقي مطمئن ،وخياري واختياري لهذا الكتاب وهذا المكان، هو الامتحان .. وعند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان.
وقال: لا يموت الإنسان الا بأجله ،وهذا الوطن هو بيت الأمن والأمان
هذه حالتنا نجوب الدنيا من مكان الى مكان دون اي مكان الا هذا المكان ... نسينا الأماكن التي ذهبتاها في مكانها وكان مقرنا هذا المكان .
وتساءل لماذا نبحث في كل الأماكن ، الا في هذا المكان " الوطن" ،
طبعا الخوف هو السبب ... الخوف يبعدك عن هذا الامتحان ... لأننا نخاف أن تفشل وتخسر ، اذهب وواجه خوفك ... إدخل وتعرَّف على بيتك ...
إن خفتم من شيء فأدخلوا فيه لتطمئنوااكثر لان الوطن يطمئن .
فبالقدرة والمروءة والعزيمة فيك وبأمثالك فجر طاقتك وانطلق الى الإمام لتوحيد الوطن لأنه وطنك الأمين وملاذك الوحيد ، نعم، وحده بيديك ليكافئك ، ابعد كل المخاطر عنه لان المخاطر والمغامرات تدفننا بالحياة...نعم بالخطر تُصبح نقطة المطر أجمل من حبة الحنطة .. وبالخطر .. نتخطى التحديات والحواجز مهما كبرت .
ان الحياة وقفة عز فقط ،وان الحياة تحيا بالتحديّات .. وبدونها لا حياة للحى مع ألحى ..نحن لا نعيش لنأكل بل اننا لنحيا ، لان الحياة مُحاطة بالمخاطر ..فلا حياة بدون مخاطر ،فبينن الخطوة والخطوة ينمو الخطر لانها رحلة القدَر والخطر .. بخط المُقدِّر المُقتدر .. لكن يجب علينا ان لا نقترب من الخطر ..... لانه فى البعد اضمن.
فاذا تقربنا من ابناء هذا المجتمع لنتقاسم نحن واياهم تفاصيل الحياة ، ويؤلمنا الإبتعاد عنهم ويصعب علينا تصور الحياة حين تخلو منهم لكنهم فى البعد أرقى .. وأغلى واضمن ، هذه سنةالله في خلقه.
هكذا كانت رسالة جلالة الملك عبدالله بمناسبة عيد الجلوس التي تكرس ازدهار هذا الوطن وثباته في ظل النظام الهاشمي، فالوطن يبنى ويحيا ويحفظ بالقائد والشعب معا .
هذه الرسالة تؤكد إدراك النظام الهاشمي بان المستقبل في الاردن والعالم العربي للحداثة ومواكبة المتغيرات وتوسيع قاعدة المشاركة في بناء الوطن الذي يحيا بالقائد والشعب ، لانها تشكل سنة التطور البشري والرقي ، ولان الحداثة تنقذ الدولة من الكوارث والبلبلة التي تحيط بالشعوب المتخلفة .
فاذا كان النظام الهاشمي قد اكتسب شرعيته السياسية من كون الهاشميين من ال البيت في بداية حكمهم فان هذه الشرعية لم تعد كذلك ، لان شرعيتهم في الاردن تكمن بما قاموا به من بناء دولة حديثة ونهضة وتنمية وتطو رشملت كافة مناحي الحياة ،وادراج الاردن على الخارطة السياسية لدول المنطقة والعالم اضافة الى الزيادة التدريجية لهامش الحرية ، ولعل المزيد من هذه الشرعية سوف تُكتسب مستقبلاً لصالح الهاشميين، وان الاردن مستمر قي ظل القياد الهاشمية بهذا التقدم والازدهار ، كما ان القيادة مهتمة في بناء الداخل نتيجة الظروف الملتهبة في المنطقة التي تحيط بالاردن حتى اصبحت الاردن جزيرة امن واستقرار وهذا شاهد على حكمة القيادة .