وقفية التعليم .. حلم يتحقق
فيصل تايه
23-09-2018 11:02 PM
ينطلق عند الخامسه من مساء يوم غد الاثنين وتحت رعاية دولة رئيس الوزارء الدكتور عمر الرزاز في مدينة الحسين للشباب / قاعة عمان الكبرى ، حفل اشهار وقفية التعليم بدعوة من مجلس تولية وقفية التعليم الذي تشكل للغاية تنفيذاً لمبادرة الوقف التعليمي والشراكات المجتمعية ، تلك المبادرة التي اطلقت قبل نحو اكثر من تسعة شهور برعاية وزيري التربية والتعليم والاوقاف والتي اعتبرت التعليم مسؤولية دينية وطنية ومن اهم الركائز لبناء المجتمع ، والتي دعت الى حث المواطنين الى التبرع والوقف في مجال التعليم للعمل على بناء المدارس واستكمال المشاريع التربوية التي تحسن واقع التعليم في الاردن والبيئة التعليمية ، وان ذلك ضرورة موجبة على الجميع ان يتشارك بها لإتمام المشاريع التربوية ، هذه المبادرة التي تعد واحدة من المعالم التي تدلل على بلورة المجتمع بالواقع التعليمي ومستقبل مجتمعنا الذي يحتاج للتعليم بشكل اساسي حتى يتقدم وينجح بمشاركة الدولة والقطاع الخاص و الافراد وان الوقف هو ما يقتضيه واجب الوقت، وان البعد الحضاري هو الذي يولد الوقف ويزيده بمعنى ان الوقف يزداد كلما تطور المجتمع وتحضر وهناك العديد من الأمثلة على تعاظم الاوقاف في فترات الازدهار في المجتمعات الاسلامية المتعاقبة.
ان الوقف وخاصة في تاريخنا الإسلامي لعب دورا أساسيا في التنمية ، وظل نموذجا اجتماعيا واقتصادياً ، من خلال التجربة التاريخية للوقف في العالم الإسلامي، بمختلف المجالات الحيوية ، وكذلك فقد قدمت التجربة الوقفية الغربية نماذج عملية عن تطبيق المسؤولية الاجتماعية للاستثمار، خاصة تجربة الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير الأوقاف داخل المجالات التعليمية ، فقد مثلت نموذجا متفردا يستوجب التوقف عنده ورصد أهم ملامحه ، حيث أن المؤسسات الوقفية الأمريكية، وفي مقدمتها جامعة هارفارد، عملت على إذكاء روح التنافس فيما بينها، حول تحقيق عدة مؤشرات كمية ونوعية ، فالتركيز اليوم على الوقف كأحد أهم المشاريع الحيوية الداعمة للنهوض بالتنمية التعليمية يتمثل في أن مشاريع التنمية التربوية اليوم، تدعو ايضا في كثير من أدبياتها، إلى ما يمسى بالتنمية المستدامة والتنمية المتكاملة والتنمية البشرية، وقد حقق الوقف تاريخيا كنموذج اجتماعي واقتصادي .
أن المشاريع الوقفية يمكن أن تكون ذوات أهمية كبرى في المجال العلمي والبحثي ، حيث تبين أن التعليم الوقفي نموذج للتعليم المتقدم كثيرا ، وأن التعليم الوقفي هو تعليم نوعي ، وأن علاقة الوقف بالتعليم ممكن أن ترفع من مستوى وجودة العملية التعليمية التي نراها اليوم منحصرة بين تعليم حكومي له مشاكله ، وتعليم خاص يبتغي الربح السريع في الكثير من الأحيان ، وبالتالي في الحالتين ، نشهد تراجعا للعملية التعليمية بصفتها عملية معرفة، وليست حشو أدمغة الطلبة بالمعلومات، وبالتالي للوقف دور أساسي في قيام مشاريع تعليمية نموذجية.
ان الاستثمار الوقفي في النظام التعليمي في وقتنا الحاضر ، يرسخ علاقة وطيدة بين ثقافة التبرع من ناحية، والميادين الأكاديمية وبرامج البحث العلمي من ناحية ثانية ، بحيث لا يمكن أن نتصور البنية التحتية العلمية بدون الوقف ، ولهذا يجب ان نجتهد في عمليات مبرمجة ومدروسة لتطوير برامج أكاديمية جديدة، بغرض تمويلها من التبرعات بشكل عام ، من هنا يجب خلق استراتيجية تربوية تسهم في تنمية الأصول تعتمد بالدرجة الأولى على الدعوة لإنشاء وقفيات جديدة من خلال التبرعات.
دعونا نستفيد من كل التجارب التي من شأنها دعم تجربتنا الوقفيه الحديثة المبشرة بالخير حيث من المتوقع اطلاق صندوق وقفي لصيانة وإنشاء المدارس الحكومية في مختلف مناطق المملكة ، من خلال تبرعات أهل الخير والمحسنين ، حيث تعاني بعض المدارس الحكومية وخاصة في المناطق الاشد فقراً، من سوء الابنية وضيقها ،ناهيك عن حالة الاكتظاظ في مدارس العاصمة عمان وبعض قصبات المحافظات،جراء زيادة عدد الطلبة وقلة الابنية والغرف الصفية ، وانا ادعو من خلال هذا المنبر جميع مؤسسات المجتمع المدني الى دعم هذا الصندوق بما تجود ، لعلها تساهم في ذلك من رفد مؤسساتنا التعليمية بحاجاتها .
فهنيئا لنا بمجلس توليه وقفية التعليم وهنيئا لنا بالساده اعضاء المجلس الكريم والجهاز التفيذي الذي سيباشر بطبيق السياسات والقرارات المنبثقه عنه والذي تشكل من رجالات الاردن الاخيار .. من مختلف الميادين ..
وفقكم الله لما فيه خير اردننا ورفعته وصولا لتحقيق اهدافنا وغاياتنا المنشوده ..
والله ولي التوفيق