" فدوى لعيونك يا اردن" ..
إياد الوقفي
11-06-2009 05:09 PM
في مشهد لافت، احتفاء بالعشرية الاولى لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش, خرج الآف الاردنيين بكل عفوية الدنيا لملاقاة مليكهم وتحية قائدهم وحبيبهم في هذه الذكرى، بعيداً عن بيروقراطية وحواجز البعض الذين يحاولون ان يصوروا اوضاع العباد بأنها على خير ما يرام،
رغم التأكيد الملكي في خطابه المتلفز بهذه المناسبة الغالية على قلب كل اردني واردنية، واقتبس نصاً "الانسان الاردني الذي يكدح ويشقى وربما يعاني من الفقر والحاجة, ولكنه يظل شامخاً مرفوع الرأس، فكرامة الاردني اعز واغلى من الدنيا وما فيها".
كلام الملوك ما بعده كلام, وهذا بحد ذاته يلقي بمسؤولية كبيرة على كل مسؤول في هذا الوطن الأبي ان يلتفت من حوله وينظر الى الهم الوطني بعيداً عن الزاوية الضيقة التي ينظر منها
بعض مسؤولينا، في حصد الامتيازات وتحقيق الامجاد الشخصية التي توفرها لهم مواقعهم على حساب وطنهم، وان يواكبوا ولو بالحد الادنى، تطلعات وآمال جلالة الملك الذي يصل الليل بالنهار لخدمة ابناء شعبه وامته وتحسين اوضاع معيشة الاردنيين في شتى مواقعهم، فمقياس العطاء والانجاز هو المقياس الحقيقي للانتماء.
تحسس اوضاع المواطنين والتعرف على احوالهم، لا يتأتى من خلال الركون وراء المكاتب او بضرب المندل او الاستمتاع بهواء المكيفات، بل في التوجه الى الميدان واستطلاع احوال المواطنين عن كثب، والتعرف الى تفاصيل حياتهم, ولعل حبات العرق التي انهمرت من جبين جلالة الملك المفدى خلال جولاته الميدانية على القرى والبوادي والمخيمات والمناطق التي لم تطأها قدم اي مسؤول, رسالة قوية الى كل واحد منهم لم تصله الرسالة بعد، ويصر على ان اوضاع العباد "قمرة وربيع".
لا نريد ان ندخل في سجال اصحاب الاجندات، في الحديث عن ما يسمى بحكومات الظل, او تداخل
الصلاحيات، فهذا امر لا يعني المواطن لا من قريب او بعيد, ولا يطعمه واولاده خبزاً، فهذا شأن يقرره صاحب الشأن، استناداً الى صلاحياته المخولة بموجب الدستور، والمهام المناطة بكل سلطة من السلطات الثلاث "التشريعية والتنفيذية والقضائية" التي حددت بشكل لا يقبل اللبس او
التأويل.
وقد وظف جلالة الملك مفردات خطابه في "عشريته الاولى" مستعرضاً بايجاز ما تم انجاه، والافصاح عن خطة عمل المرحلة المقبلة بضرورة اجراء المراجعة الشاملة لمسيرتنا الاردنية، لتجنب الاخطاء
والعمل على تصويبها، وهذا بحد ذاته يرسم ملامح مستقبل جديد لجهة الاصلاح الذي ينشده الملك لجعل الاردن انموذجاً على طريق البناء والتنمية, وتحسين الاوضاع ليبقى الاردن عصياً على كل محاولات النيل من صموده ومنعته وقوته.
فهذه الاشارة الملكية العميقة نقرأها في سياقها الكبير, الذي ذهب اليه جلالة الملك في الابقاء على ديناميكية وحيوية الدولة، لولوج فضاءات العشرية الثانية بأدوات جديدة اول من سيقطف
ثمارها الوطن والمواطن. وعلى صعيد تشاركية العلاقة في بناء الدولة الحديثة, فقد اكد جلالته ان نهضة المجتمعات وتقدمها لا بد ان يساهم فيها ابناؤها، وبخاصة فئة الشباب الذين وفر لهم الملك كل السبل وفتح امامهم كل الطرق المغلقة، وصولاً الى هذا الهدف السامي، ايماناً راسخاً
من جلالته بأهمية وعظم دور الشباب ليبقى الاردن شامخاً بشيبه وشبابه بأبنائه وبناته.
فالاردنيون الذين يستمدون العزم من قائدهم يستحقون الافضل كما يؤكد جلالة الملك على الدوام، وان نذلل الصعاب لأجلهم وان نسعى بكل ما اوتينا من قوة على تحقيق طموحاتهم بحجم هاماتهم العالية,ونردد من خلف مليكنا "فدوى لعيونك يا اردن"..