الضريبة .. والحوار الغاية !
محمد يونس العبادي
23-09-2018 01:44 AM
في سياق متابعة الحوار الوطني الممتد حول تعديلات قانون الضريبة ترى أن الحوار اتسع أفقياً وعرضياً وتمدد بشكلٍ كبيرٍ، وعبر في مرات عن حدةٍ في المزاج العام، وفي أحيان أخرى عبر عن شعورٍ بالحاجة إلى الحوار.
في الأشهر الأخيرة، بتنا نعاني على خلاف مرحلة مضت من حالة تخمةٍ في الحوار، وتشعب لقضايا وعناوين مختلفة في إطار الضريبة، بما عبر عن حيوية المجتمع في شكلٍ من أشكال الحوار، وعبر في مرات أخرى عن حديةٍ أخرجت الحوار عن سياقه.
الشأن العام في وطننا عموماً بات يطرق باب الحديث فيه كثر سواء من المختصين أم المتأثرين أم المؤثرين، فبات عند البعض وعند الحكومة أحياناً الحوار هو الغاية وليس مخرجاته.
والضريبة، هي عنوانٌ فقط للحوار، بينما مضامين الحديث تتشعب لقضايا وهمومٌ أخرى، ومدفوعة بوسائل التواصل الاجتماعي بتنا نشهد حالة من كثرة الآراء وقلتها في آنٍ.
فقلما يستوقفك في هذا المداد الإلكتروني، رأي بليغ جامعٌ متمكن من الموضوع، وقلما تقرأ في التعليقات رأياً ينم عن دراسة.
إننا بحاجة إلى كفاءة في الحوار، ليس في الضريبة لوحده، وإنما في هموم أخرى،خاصة وأننا نشهد اليوم ولادة تجربة وطنية راقية في أسالبيها ومضامينها، لذا فالأردنيون أحوج ما يكونوا إلى حوارٍ يرتقي لمستوى يومياتهم.
الحوار المتخصص فيه فائدة للجميع، وسماع الناس بكافة تعابيرهم وانفعالاتهم أيضاً هي تعبير عن انصات يبحث عن حلول أو يريدها.
وما نريده اليوم حواراً في الشؤون كافة، مع تجاوز هدف الحوار إلى مخرجاته، فالأردن وطنٌ له سياقٌه ونسقه القائم على أنه وطن بُني على الحوار في كافة شؤونه، ونجح في أن يكون وطناً جديراً بالجميع.