كان المرحوم عبد الحميد شومان شخصية إنسانية ونموذجا عاليا لكل شاب عربي ،فقد بدأ شومان من الصفر كما يقولون بالعلم والمال والعمل وأنتهى بالقمة وشخصية عالمية ،كان نموذجا كاملا لخلقه الرفيع والتضحية الوطنية الصادقة أسس البنك العربي عام 1930بوقت كانت كل من الضفتين في حينها توحي بالفشل ،ولكن الجوهر الماسي الصلب في قلب الرجل دفعه الى التأسيس فمضى ولم يلبث النجاح إن بدأ عاجلا على محيا المؤسسة الجديدة فالتف الناس من حوله ،كان عبدالحميد بإيمانه الراسخ واندفاعه الدائم في الطبقة الثانية من المبنى المحدود في باب الخليل بالقدس الشريف ،بدأ بمبلغ قدره خمسة عشر الف جنيه ،ومبنى ذي بضع غرف ،ولقد وصفوه في حينه يوم وفاته بكلمات جاء فيها ،كان قويا متواضعا صريحا جريئا نقيا وطموحا يقدس العمل ويحب العاملين .وقد إمتلأت مؤسسة البنك العربي بكفأت عالية من علوم المتصلة بالبنوك ولغات التي تحتاج الى العلاقات الخارجية .
أما من تصرفاته في العمل اليومي ،كان يصل العمل اليومي قبل ساعة او ساعتين الامر الذي كان يضطر المديرين الى مجاراته والحضور مبكرين حيث يتم فتح البريد وتوزيعه على الاقسام وكان لا يحب الاعتماد على المراسلين ويحث الموظفين على نقل أوراقهم وتبادلها بالحركة السريعة دون إنتظار المراسل الكسول.
واذا دخل فرعا من فروع البنك في جولة تفقدية لا يغفل بالذهاب الى المرافق الصحية للتفقد من نظافتها ولم يكن سعيدا بالموظف الذي يتاخر عن دوامه وكان يهتم بالأشياء الصغيرة بدءً من إطفاء النور الى جمع الدبابيس من البريد الوارد.
ولن ننسى تبرعه لأقامة جناح في مبنى كلية التجارة والاقتصاد بالجامعة الاردنية ،فنهض فقال:إني غير متعلم ولم يسعفني الحظ بأن أتابع تعليمي ،ولكني أقدر العلم والعلماء وآجلهم،ولذلك أتبرع بتكاليف أقامة الجناح المطلوب .وجلس فقوبلت كلمته بالاستحسان الاجماعي وهدرت دموع كثيرين ممن كانوا يقدرون هذا الرجل ويحبونه.
ولم يكن شومان يتباهى أو يتظاهر بما يقدم من مشاركات أو دعم الحركة التحريرية العربية وساعد في اكثر الثورات العربيه في حينه إبتداء بالثورة السورية عام 1925 والثورة العربية الفلسيطنية .وقد نعته منظمة التحرير الفلسيطنية واحتفت بوفاته أعظم إحتفاء وودعته في بيروت وفي الحرم القدسي الشريف عن عمر يناهز الخامسة والثامنين وأنطفئت شمعه هذا الرجل الذي نتمنى أن يكون بيننا شبيها له اليوم ،ولا بد أن نشير الى مؤسسات البنك العربي اليوم ونجاحاتها المالية والثقافية وغيرها . اليوم نحتاج الى هذه الشخصية الفذه المناضلة في سبيل الوطن