لأول مرة من سنوات عديدة يظهر رئيس وزراء عامل "مباشرة" على برنامج حواري ليجيب على الاسئلة دون مونتاج وحذف وتعديل وتقييم من قبل وزير اعلام او مستشار .. ففي مقابلة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز مع الزميلة عبير الزبن ضمن برنامجها الاكثر شهرة محليا "ستون دقيقة" ظهر الرجل واثقا مطمئنا هادئا وواضحا كعادته اذ لم تغيره الاماكن ابان وزارة التربية والضمان وغيرهما فكان بذات الوجه والتواضع الذي عرفناه به من سنوات .

لم يلف الرئيس او يدور او "ينرفز" في معرض اجاباته على اسئلة عبير لابل حاصرته اكثر من مرة ليجيبها بنفس الاجابة وان اسهب في توضيح موقفه بصورة الواثق من نفسه ما جعل الثقة به تزداد والانطباع الايجابي يملأ منصات التواصل التي قيض لي متابعتها بعد اللقاء الفاعل حيث وجدت متابعة حثيثة له انعكست على الصفحات والتغريدات ..

خرجت تعليقات من عدميين او معارضين لم يعجبهم اللقاء , لكن لاحظت ان التصدي له بدا ظاهرا للعيان كما ان الكلمات السلبية اقل .. حتى ان بعضهم راح يقول "ياريت لو ان الرئيس جاب المحافظات بدل وزراءه لكانت النتيجة افضل" .. بينما رآى آخر ان "الحوار مسح جزءا كبيرا من الصورة القاتمة من مشهد فيديوهات المحافظات ذات الطابع والانطباع غير الحميد في مخيلة الاردنيين " .

لم يتقمص الرئيس ثوب الواعظ ولا المتعصب لرأيه , بل كان متسامحاً ديمقراطياً حقيقياً يرى ان من حق الناس التعبير عن رأيها مدللاً بذلك على معاناتهم وحالة اللاثقة وسعة الهوة بينهم والحكومات .. ولم يكن مهرولاً لطلب النجدة من خلال ما فعل غيره حينما اوهمونا ان الاقتصاد في غرفة انعاش او ان الدينار سينهار , فذهبوا مع مخاطرهم الفارغة وظل الاردن قوياً رغم كل الصعاب والضغوطات.

تحدث الرئيس عن قضايا ذات اهتمام شعبي غير قانون الضريبة بينها قانون العفو العام ومن اين لك هذا وعافية الدينار وقوته والتعديل الوزاري المرتقب وثقة جلالة الملك به وعلاقته بالنواب وانصافه للعلاقة بهم وغير ذلك من ملفات الساعة.

اخيرا لفت الانتباه اتصال ثلاثة وزراء من حكومته بالناس  لتقييم المقابلة , اضافة الى ما لفت من رغبة الرئيس اختيارة لتلفزيونه العتيق لاطلاله من خلال شاشته مع ان شاشته الاخرى طوع يمينه كما اعتقد ..