عندما تحسن الدولة ادب انفاقها
فيصل تايه
20-09-2018 02:19 PM
من قال ان الاردن بلد فقير ، ومن قال ان الأردن بلد خالي من أسباب العيش الكريم ومقومات الحياة اللائقة.
هذا البلد المتنوع في مشاربه وألوانه وجباله وقراه وباديته ومدنه ومخيماته يتعدد ويتشكل مثل تشكيلة الأحجار الكريمة وليس فقيراً أبداً ، على مستوى الأرض ليس مقفراً من الموارد والثروات وعلى مستوى البشر فالسلاسل الإنجابية ممتدة وفي تزايد مضطرد ، قد نكون محسودين أو منحوسين لكننا لسنا قليلي الحيلة بما نمتلك.
نحن نعلم جليا أن ميزانية الدولة وهي في حالة وزن الريشة الذي لا تتجاوزه هي كذلك ليست ميزانية فقيرة رغم قلتها وبساطتها ، فقد أوصف بقلة الدراية والمعرفة لكني أجزم تماماً بغنى الاردن الطبيعي وعقلي منغلق على هذه القناعة بل هذا اليقين ، أما قصة كفاية ميزانية الدولة فلن أدعي فيها عبقرية الفهم غير أني سأخوض فيها من باب "خذوا الحكمة من أفواه المجانين".
القاصي والداني يعلم حجم ديناصور الفساد الذي بلع ميزانيات ، فمنه ما بلع بطبخة مقننة ومنه ما بلع نيئا وصب في ظهر ديناصور يحاكي جهنم في "هل من مزيد".
والمطلوب إجراءات حاسمة وحازمة مع تفعيل أدوات الرقابة المتواصلة وستنهمر سواعد الشرفاء فوق جسد الفساد وسنشاهد بداية انكماشه وتصاغره معه سيصغر العجز الحاصل في الميزانيات المالية وفي الموازين النفسية التي تأبى حتى الآن التحرر من هلعها ونهمها.
.. كل ما أفهمه يأتي من حكمة شعبية: (أشبع ابنك وأحسن أدبه) ، وهو ما تحتاجه مصروفات الدولة ولا أظن المسألة معقدة الفهم وتستدعي الشرح ، غير أنه من المهم والمهم جداً الإشارة إلى أن الدولة عندما تحسن أدب إنفاقها فالكثير من السلوك سيتأدب بأدبها ، وفي نفس الوقت هو مدخل لإسقاط الانفاق الزائد والاحتكارية التجارية التي تحلق فوق ما لا تستحق وتأخذه من حساب من يستحق ، وأذهب إلى واد سحيق اسمه الاحتكار الاقتصادي تحت مسميات وغلافات متعددة.
لسنا فقراء.. هي حقيقة تحتاج إلى عبقرية بسيطة وإلى مجهود أقل من مجهود دعك مصباح علاء الدين ، تحتاج إلى دعك الهمم ، ورويداً رويداً سيكبر الصغير.
ودمتم سالمين