الحسين التقنية تقدم منح دراسية كاملة وبدل مصروف لاوائل المحافظات
20-09-2018 02:14 PM
عمون - هل تشكل جامعة الحسين التقنية مفهوما جديدا للجامعة لترسخ نموذجا جديدا يحاكي متطلبات التنمية المحلية وتعزيز القدرة التنافسية للشباب الاردني لولوج سوق العمل بقدرة واقتدار؟
وهل ستخرج بأسلوب تدريسها وخططها ومناهجها وفتح قنوات التواصل مع النقابات والشركات المحلية والعالمية واحتضانها لخريجي الجامعات الاردنية لغايات التأهيل العملي والتطبيقي، هل ستخرج عن النمطية «التقليدية» لما هو موجود من جامعات؟
الاجابة على هذين السؤالين، كانت محاور حديث رئيس الجامعة الدكتور لبيب الخضرا وعميد كلية الهندسة التكنولوجية ومستشار الجامعة الدكتور بسام البطوش ومسؤولة برنامج التدريب الوظيفي زين حبجوقة، خلال مؤتمر صحفي عقد امس داخل الحرم الجامعي في مجمع الاعمال.
ماذا تستهدف الجامعة؟ كان المحور الذي أستهل الدكتور الخضرا حديثه به، لتقديم نموذج جامعة الحسين التقنية، التي تعد من احدى مبادرات ولي العهد سمو الامير الحسين بن عبداالله الثاني، لتقديم تعليم تقني حقيقي في المجال الهندسي وتكنولوجيا المعلومات ، وهي جامعة إنشئت بموجب قانون خاص، مكنها من تقديم اسلوب تعليمي مرن قادر على احتضان الطلبة ضمن ثلاث مراحل، تشكل كل مرحلة منها «محطة» يستطيع الطالب ان يكون مؤهلا لدخول سوق العمل بتنافسية، وان «الاستمرارية» تعتمد على الاهلية والقدرة الحقيقية.
وبحسب الدكتور الخضرا، فإن الطالب في جامعة الحسين التقنية، يقبل وفقا لعدة خيارات، منهم يقبل للحصول على الشهاداة الجامعية المتوسطة، ومنها يقبل في برامج البكالوريس مباشرة، ولكل نوع من هذين النوعين اسس وشروط معينة، يجب ان تتوفر في الطالب.، وان الخطط والمناهج الدراسية (50 (%منها تطبيقي والنصف الاخر نظري.
إلا ان اهلية الطالب، بعد القبول، وفقا للدكتور الخضرا، لا تكتمل، إلا بعد تحقيقه لمتطلبات الجامعة، التي تعتمد ليس فقط على تمكينه من العلم، بل على مهارات التواصل، التي في مقدمتها اللغة الانجليزية، التي يجب ان يتقنها الطالب، لتكون هي ادوات القدرة على التنافسية في التعلم والتعليم داخل الجامعة وخارجها، بالاضافة الى المهارات والمتطلبات والكفايات التي يتطلبها سوق العمل والتي تعمل الجامعة على تحديدها من خلال تواصلها المستمر مع الجهات والمؤسسات والنقابات المعنية وكذلك مراكز الاعتمادية العالمية، لتكون «مرنة».
وتعتمد الجامعة على اسلوب تطبيقي عملي فني مهاري في عملية التدريس والتعليم، وكذلك في التقييم، الذي يتشارك فيه الطالب وعضو هيئة التدريس، وفقا لمنهجية خاصة، يسجل لجامعة الحسين التقنية الريادة لها في هذا المجال.
وكشف الخضرا عن منح كاملة بالاضافة الى بدل مصروف ستقدمها الجامعة بواقع منحتين لكل محافظة، بحيث سيتم اختيار الافضل وفقا لمعدل التوجيهي للطالب، وذلك من خلال التعاون مع احدى الشركات.
وأكد ان تصنيف قطاعات التعليم او التخصصات، فيما إذا كان مشبعا او راكدا او مطلوبا، لا يعتمد على حجم الطلب على التوظيف، بقدر ما يكون على ما يتملكه الخريج من مهارات وعلم تطبيقي قادر على ان يخلق فرصة عمل او التنافس على وظيفة سواء داخل الاردن او خارجه، وهو ما تسعى الجامعة على تكريسه ضمن مناهجها واساليب التدريس فيها.
ولفت الى أن الطلبة يخضعون لدورات مهارية مكثفة باللغة والتواصل في مختلف المجالات، وان الدوام في جميع ايام الاسبوع، إلا انه لا يوجد موظف امن واحد، إنما الطلبة هم من يحمون الجامعة، بالاضافة الى ان غالبية الطلبة يرغبون البقاء في الجامعة ومختبراتها اوقاتاً طويلة وحتى في ايام العطل احيانا.
وأكد ان الجامعة تحتضن طلبة معدلاتهم بين (60-%-80 (%في تخصصات هندسية وتكنولوجيا معلومات، وهو يعد تحديا امام الجامعة لتأهيل هؤلاء الطلبة وتمكينهم من الحصول على كافة المعارف والمهارات التي يحتاجونها، رغم اختلاف مستوياتهم المهارية واللغوية عند دخول الجامعة.
وتمنح الجامعة، بعد تعديل قانونها، درجتين من الشهادات، الاولى مرحلة الشهادة الجامعة المتوسطة، والثانية مرحلة البكالوريس وان لديها مختبرات «عملاقة» على حد وصفه.
وأكد الخضرا انه لابد من اعطاء الحقوق العمالية والمالية للطلبة خريجي الشهادة الجامعية المتوسطة، عند تخرجهم وامتلاكهم الخبرات الكاملة واللازمة.
ورغم ان الطاقة الاستيعابية للجامعة محددة من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي بالف طالب إلا ان العدد الملتحق بها حاليا (220 (طالبا، وانها ستقبل هذا العام بحدود (300 (طالب فقط، بحسب الخضرا، مشيرا الى أن (20 (%من الذين سجلوا في الجامعة لهذا العام معدلاتهم في الثانوية العامة أكثر من (90 ،(%و(5 (%معدلاتهم
فوق الـ(95.(%
وتتجاوز خدمات الجامعة، وفقا للدكتور الخضرا، إذ انها تعقد دورات مكثفة لطلبة الهندسة وتكنولوجيا المعلومات خريجي الجامعات الاردنية الاخرى، ممن لم يحصلوا على وظائف، وان نسبة التوظيف لاحدى خريجي الدورات وصل الى (100 (%والثانية وصلت الى (60 ،(%لافتا الى أن الجامعة تعقد دورات بالتنسيق مع شركات ومؤسسات لتأهيل خريجين للعمل، بحيث تمكنهم تلك الدورات من مهارات التواصل في مختلف انواعها بما فيها اللغوية، بينما تقوم الشركات بالجانب التقني التي تتطلبه.
الى جانب محادثات مع جامعة الطفيلة التقنية لتدريس مساقات، لافتا الى ان جامعة الطفيلة التقنية لديها مختبرات واعضاء هيئة تدريس اكفاء، كاشفا عن دورات لتعليم الطلبة ثماني لغات في البرمجة. من جهته، أكد مستشار الجامعة، النائب السابق، الدكتور بسام البطوش أهمية الجامعة بإعتبارها احدى مبادرات سمو ولي العهد، الى جانب الحاجة الضرورية لتطوير قطاع التعليم التقني الذي يلبي احتياجات التنمية المحلية والاقليمية.
وقال البطوش ان الجامعة «هدية سمو ولي العهد ، وانها جامعة واعدة وان وجودها يقدم نموذجا تعليميا محكما ويراعي متطلبات المستقبل.
ولفت الى أنه «رغم حداثة الجامعة، إلا انها سعت للوصول الى الشباب في كثير من المناطق النائية والمهمشة، والالتقاء بهم وعقد دورات مجانية، بما للشباب في تلك المناطق بما يؤهلهم ويعزز لديهم الحصول على فرص عمل.
من جهته، قدم عميد كلية الهندسة التكنولوجية الدكتور امجد الفاهوم، عرضاً عن تخصصات الجامعة ومساقاتها وميزات النموذج التعليمي فيها وكيفية التطبيق العملي، مشيرا الى أن الجامعة حصلت على الاعتمادين العام والخاص من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي، كما تعاقدت مع مؤسسة الاعتماد البريطانية المتخصصة لضمان جودة برامجها في التخصصات الهندسة وعلوم الحاسوب والتي تم تصميمها بحيث يسمح لطلبتها الانتقال من مرحلة دراسية للمرحلة الاعلى.
وتابع «بعد دراسة (72 (ساعة معتمدة خلال سنة ونصف يمنح الطالب «شهادة فني»- للدرجة الجامعية المتوسطة الاولى، يمكنه بعدها وفق شروط اكاديمية محددة متابعة دراسة (60 (ساعة معتمدة، خلال سنة ونصف أخرى يحصل بعدها على درجة «مهندس تقني» تؤهله للانتقال لمرحلة متقدمة بعد سنة للحصول على درجة البكالوريس في احد التخصصات الهندسية في حال تحقيقه للشروط. من جهتها، عرضت مسؤولة برنامج التدريب الوظيفي زين حبجوقة، محتويات البرنامج الذي يتم بالشراكة مع القطاع الصناعي وقطاع تكنولوجيا المعلومات.
وبينت ان البرنامج يهدف الى التطوير الوظيفي وخدمة المجتمع المحلي، مشيرة الى ابعاد البرنامج المتمثلة في تمكين طلبة المدارس الاساسية والثانوية للتعرف على التعليم المبني على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ومساعدة العاملين في قطاع التكنولوجيا على تطوير مستقبلهم المهني من خلال الدورات المتخصصة التي تقيمها الجامعة وتدريب وتوظيف طلبة الجامعات الاردنية حديثي التخرج في مجال الهندسة وعلوم الحاسوب الباحثين عن فرص عمل، مشيرة الى الدورات التي تقدمها الجامعة والاتصال مع الصناعة وقطاع تكنولوجيا المعلومات.
وكشفت عن اتفاقيات مع معاهد فرنسية لتعلم اللغة الفرنسية، الى جانب هنالك طلاب سنة اولى سيعملون في شركات كمتدربين، بما يخدم الطرفين.
الرأي