يسرّ الرزاز رئيس حكومتنا الأردنية أمام حراكيين بأنه يقود " طائرة خربانة " ، ربما يؤلمنا هذا التشبيه للبلاد ، ولكن الموجع أكثر أن يخرج من رئيس وزراء جاء محملا بالأمل والتفاؤل بعدما طردت إحتجاجات الدوار الرابع حكومة الملقي .
دولة الرئيس
ها أنت تقود الطائرة الخربانة وكلنا نعلم من أوصل البلاد لهذا الحضيض ، وتعلم أن من سبقك والذين تولوا قمرة قيادة الطائرة هم خربوها وأغرقوا بلادنا بالمديونية وأهلكوا كاهل المواطن المسحوق بالضرائب والجباية ورفع الأسعار .
كلنا ركاب معك ، منحناكم الثقة بأن تنقلوا بلادنا إلى حال جديد ، وتفاجئنا أننا لسنا طائرة وإنما لوح زينكو يطير ليس بالدفع الذاتي وإنما بفعل الريح ، لا نعلم متى نسقط ، جلّنا من الركاب مستسلمين لكم ولقدر الله ، والذين علموا بالخراب قفزوا مبكرا من طائرتك ، أو ربما حملوا مظلّة للقفز منها وقت السقوط .
يا دولة الرئيس
"الطريق بتطّلع الروح " كما تقول ، والطريق أيضا صعبة ومليئة بالمطبات الهوائية ، ولكن ذاك لا يعفيك ، وكنت تعلم عندما قفزت لمقعد القيادة أنك ستقودنا للأمان ، لن نستسلم للقضاء والقدر ، ولن نرضى أن نكون مشاريع شهداء ، ولكن نرضى أن تجلب كل من خرّب الطائرة ، وكل من باعها قطعا وكل من رهنها ورهن رقابنا لكل صناديق الدنيا .
إمض يا دولة الرئيس ونحن معك ، وإهبط بنا ، فالنعومة واللطف والنبل وحسن النوايا لا تطعم الناس خبزا ، وأعلم أن مقدمة ابن خلدون لا تجدي في محاربة الفاسدين ، وأشحذ سيفك لمحاربتهم ، وسنكون جندك ، ولكن بقانون الضريبة الجديد ، وبطاقمك الوزاري الضعيف الذي خسر الحوار في المحافظات لن يطيل عمر حكومتك ، الطائرة الخربانة ما زالت تطير فلا تسمح أن تسقط وأنت قائدها ، فالتاريخ لن يسامحك وذاكرة الناس لا تنسى .