تساؤلات أمام النواب والحكومة
أ.د فاطمة العليمات
20-09-2018 01:09 AM
شهد الأردن هذا العام حادثتين تمثلتا في حراك الشعب في الرابع وما تبعه من إسقاط لحكومة الملقي، وانتهاج الحكومة الحالية سياسة جديدة في مخاطبة الناس ومحاورتهم في موضوع قانون ضريبة الدخل حيث نشهد في هذه الفترة زيارات لوفد حكومي يجوب محافظات المملكة ويلتقي بأبنائها من مختلف الأطياف لسماع آرائهم واقتراحاتهم حول هذا القانون تمهيدا لعرضه على مجلس النواب المخول بالموافقة عليه أو رفضه.
وفي الأمس كان دور محافظة المفرق _التي أعتز وأفخر أنني أبنتها_ للقاء هذا الوفد الوزاري، وعند سماعي لما دار في هذا اللقاء وما حدث في اللقاءات الأخرى التي جرت في بعض محافظاتنا العزيزة راودتني أسئلة كثيرة أحببت وضعها أمام النواب أولا وأمام الحكومة ثانيا، وأظنها أسئلة شغلت بال الكثيرين مثلي من أبناء هذا البلد الطيب المعطاء.
ماذا تفسرون يا سعادة النواب خروج الناس إلى الشارع وما تبعه من إسقاط لحكومة الملقي في ظل وجودكم وفي ظل ما كفله لكم الدستورمن حق في إسقاط الحكومات؟ بماذا تفسرون لجوء الحكومة إلى مناقشة الشعب ومحاورته في قانون الضريبة وأنتم تجلسون تحت القبة موطن التشريع والرقابة؟ هل خروج الحكومة إلى الشعب ومحاورته لهم في القضايا التي تمس حياتهم يعني تخليكم عن أدواركم في التواصل مع قواعدكم الانتخابية والشعبية ونقل آرائهم وأفكارهم إلى الحكومة؟ هل أنتم كممثلون للشعب عاجزون عن تقديم الحلول والبدائل والاقتراحات للحكومة؟
هل أنتم لا تعرفون حالة المواطن الأردني وما يعاني منه وماذا يريد؟ لماذا تسمحون لحدوث هذه المواقف وظهور تلك الصور المشوهة والمشينة التي تحدث في تلك اللقاءات، تلك الصور التي لا تمثل واقع أخلاق وصفات شعبنا الطيب الكريم المضياف، غير أن الزمان جار عليه فأخرجهم من ملتهم، وصدق من قال: إياك والحليم إذا غضب؟
هل ما تقوم به الحكومة من لقاءات يؤشر على فقدان الثقة بكم أم أنها تريد غطاء شرعيا مضللا لما ستبصمون عليه، وكم من القوانين المجحفة بحق الشعب التي مررت من تحت أيديكم بحجة أنكم تمثلون الشعب؟
كم من النفقات المالية، وكم من المصالح التي عطلت عند خروج بعض الوزراء إلى المحافظات من أجل هذا الحوار الأطرش؟ كم تكلفون خزينة الدولة من نفقات زادت في مديونيتها وعجز موازنتها في ظل غياب دوركم الحقيقي والفاعل؟ هل فكرتم للحظة أن خروج الناس إلى الشارع يعني أنهم يقولون لكم:( كفى، الله يعطيكم العافية، وأن هذا مؤشر على فقدان شرعية وجودكم؟
أما أنت أيتها الحكومة فأتمنى منك حفظ ماء وجهك ووجه من ترسلينهم لتلك اللقاءات العقيمة؛ لأنكم تعلمون تماما أن موقف ابن الجنوب لا يختلف عن موقف ابن الشمال أو ابن الوسط فكلهم في الهم شرق.