محاضر يعاين فكر الخوارج في "الفلسفية"
19-09-2018 06:33 PM
عمون - عاين أستاذ الفلسفة في الجامعة الاردنية الدكتور حامد الدبابسة فكر الخوارج في بداية العهد الإسلامي في محاضرة القاها مساء امس الثلاثاء في مقر الجمعية الفلسفية الاردنية بعمان.
وقال في المحاضرة التي حملت عنوان "قراءة في فكر الخوارج"، إن الخوارج في النهاية قد أضحت وجهاً لكل من يرى الدين رؤية شخصية ويسعى إلى تطبيقها على الواقع الذي يعيشه، سواء على المستوى السياسي بالخروج على النظام الحاكم كما يرى الشهرستاني، أو على المستوى الديني الذي يرى في كل فرد مسلم لا يتبنى رؤيتهم بأنه كافر حلال الدم، مؤكدا أن هذا الأمر ليس من الإسلام في شيء.
وبين الدكتور الدبابسة، أن الإسلام يتيح مساحات واسعة للاختلاف في الرأي، لافتا إلى أن المشكلة تكمن في الفهم والسعي إلى الفعل العنيف المبني على هذا الفهم المغلوط، ما يؤدي إلى عدم استقرار في المجتمع.
وأكد في المحاضرة أن الفهم الموضوعي للدين ضرورة، وتوجيه الفعل الصواب لا بد له من موجهات صائبة لتتم النتائج المتضافرة في المجتمع، وإلا لم يتم إنجاز أي شيء ولبقيت الأمة متخلفة كما هو الحال الذي نعيشه، مشيرا إلى أن الخوارج يمثلون أكبر مثل على حركة ذاتوية في تاريخ الإسلام.
واستعرض تاريخ الخوارج ونشأة فكرهم وتسمياتهم وابرز فرقهم، معتبرا أن دخول العرب جماعات متتابعة دون أن يكون هناك مساحة لتعليمهم الدين بشكل صحيح، إذ بقيت رواسب الوثنية قوية في نفوسهم، والدليل على ذلك حركة الردة التي قامت بعد وفاة الرسول، والتي شكل فيها الوجه القبلي العمود الفقري للبقاء على عادات الأجداد المتوارثة.
ولفت إلى أن من أبرز اسباب "الخروج" الجهل بالدين وبالذات وبالواقع المعيشي، وسرعة وسهولة التكفير لكل من خالف رأيهم، والسفه وعمى البصيرة، مشيرا إلى انه كان تصديقهم لمن يلتحق بهم أن يأتي بأسير من مخالفيهم ويأمرونه بقتله، فإن فعل صدقوه وأن امتنع قالوا هذا منافق مشرك وقتلوه.
ولفت إلى أن من أبرز السمات التي وسمت الخوارج أن كلهم من الذين أسلموا بعد وفاة الرسول، ولم يتمكن الدين من أنفسهم، ولم يفهموه الفهم الصحيح المبني على ما يراه الدين ضمن نسقية الفهم الديني.
--(بترا)