الهاشمية للطلبة الجدد :" إن لم تسعكم الهاشمية تسعكم أعيننا"
د.هشام المكانين العجارمة
18-09-2018 02:08 AM
في بداية كل عام دراسي جامعي تتحضر الجامعات بخطط استقبال لطلبتها الجدد وتستأنف نشاطها فتبدأ بالترحيب والارشاد والتسجيل، إلا أن الهاشمية لها نهج مُختلف بعض الشيء يضفي على طبيعة الاستقبال نكهة جمال مختلفة، فبالرغم من إعلان الهاشمية جامعة الكترونية - بفعل التحول النوعي الكبير من الورق للالكترونيا وأتمتة المعلومات- لم يترك العاملون في الجامعة ما عُرف عنهم من نشاط وعزيمة، إذ لا يزال العاملون في الجامعة - على اختلاف مواقعهم- يأخذون على عاتقهم وبدعم من إدارة الجامعة العطاء بلا حدود، والابتسامة بلا عبوس، رغم ضغوطات العمل أحيانا، فتراهم ينجزون الأعمال الموكلة لكل ذات فيهم برحابة صدرٍ وبشاشة خُلقٍ.
ولعل الناظر لعمل الزملاء في جميع الكليات والعمادات وتحديداً في عمادتي شؤون الطلبة والقبول والتسجيل يلمس معنى الترحاب الحقيقي بكل طالبٍ مستجد، فلسان حال الجميع من قادة إداريين وعاملين يقول: (إن لم تسعكم الجامعة تسعكم أعيينا، ومن اختار الهاشمية بعينها حق له أن تفتح له الأذرع وتُرخى له الأسماع)، ولعل ذلك يعكس معنى الأخلاق النبيلة والأمانة في العمل للكوادر العاملة في الجامعة، لا سيما أن الجميع شركاء في المسيرة والعطاء، وما لجان الإرشاد والتوجيه الطلابي، وتعاون العاملين من أكاديميين وعاملين إلّا نموذج لمنظومة العطاء الذي لا ينضب، ورسالة اعتزاز بوسام استقلال مجيد كان للهاشمية دون غيرها من الجامعات شرف الحصول عليه استحقاقاً للجهود المبذولة وتقديراً لمسيرة العطاء والإنجاز.
إن اختيار الطلبة للهاشمية اليوم اختيار أساسه السمعة الطيبة التي تحضى بها الجامعة، إذ يُشار للجامعة بالبنان، وهي الحاضنة للبيئة التعليمية المتميزة المشجعة على الإبداع والريادة والتفوق وخدمة المجتمع، إذ لطالما استلهمت الهاشمية رؤيتها من الأسرة الهاشمية وعلى رأسها صاحب الجلالة - حفظه الله ورعاه-، كيف لا ! وهي من تحمل شرف اسم أنبل العائلات وأرقاها، وتقع على أرضٍ عشقنا سفحها والهضاب والجبلا، حيث تعمل الجامعة بجهد دؤوب وعزم لا يلين من أجل بناء جيل المستقبل من شباب الوطن، والمساهمة في بناء النموذج الحضاري المشرق الذي تسعى إليه القيادة في الدولة الأردنية.
كما تحرص الجامعة بإدارتها وكوادرها على استثمار مختلف الامكانيات المتاحة داخل الحرم الجامعي، من أجل اعداد الكوادر الشابة وتمكينهم لغدٍ مشرق، كما تحرص الجامعة كذلك على تذليل العقبات أمام الطلبة لتخفف عنهم عناء إجراءات التسجيل الجامعي وليتوجهوا إلى الدراسة والتعلم في أجواء أكاديمية تعلمية وتعليمية نشطة وداعمة، وما المنصات الالكترونية، وبوابات الطلبة في التسجيل والمالية، واجراءات السحب والإضافة، وبوابات أولياء الأمور الالكترونية، والبطاقات الذكية المتعلقة بالدخول إلى الجامعة واستخدام وسائل النقل والمعاملات المالية والاستعارة من المكتبة، إضافة لنشرات التوعية بحركة وسائل النقل ومرافق الجامعة إلّا دليل على ذلك.
كما لا تدّخر الجامعة أي جهد في توفير أوجه الدعم لجميع الطلبة بما فيهم الطلبة الجدد لاستثمار طاقاتهم وتوجيه قدراتهم للحصول على العلوم والمعارف والمهارات اللازمة في مختلف التخصصات العلمية التي تؤهلهم للبدء أو الترقي في حياتهم العملية المقبلة وأخذ دورهم في مسيرة البناء والتنمية على أيدي أكاديميين أكفاء.
الهاشمية وبعد أن احتفلت قبل أسابيع معدودة بتخريج فوجها العشرين تستقبل اليوم كوكبة جديدة من طلبتها الأعزاء الذين سعوا بجهدهم وباجتهادهم للوصول إليها بعد أن قطعوا شوطاً غالياً في التعليم ما قبل الجامعي.
الهاشميّة - وهي تستنهض نشاطها بتشكيلات أكاديمية وإدارية جديدة مباركة لتكمل مسيرة عطاء لزملاء أكفاء قدموا الكثير لرفعة الجامعة - تضع اليوم جل إمكانياتها وخبراتها في سبيل تمكين الطلبة الجدد ليساهموا بدورهم المأمول في البناء والتغيير المنشود الذي يطلبه سيد البلاد، وليكونوا أهلاً للهمة والعطاء ولتدعم الجامعة كذلك رسالتها الأساسية في التعليم الجامعي ودورها كمؤسسة تعليمية رائدة في خدمة المجتمع والبحث العلمي، ولتساهم بدورها بشكل فاعل في النهضة العلمية للدولة الأردنية، وهذا ما يؤمن به جُلّ المنتسبين للجامعة من أكاديميين وعاملين. وهنا أستذكر قول أحد الزملاء وهو حالفاً بالله: " إنني أحمل همّ الجامعة في كل مكان أكون فيه، وإنني أشعر بالسرور لكل إنجاز في الجامعة وكأنه حاصل في بيتي وأسرتي، ومقابل ذلك يضيق صدري إن سمعت هفوة هُنا أو هناك أو قصور غير مقصود يرتبط بالجامعة"، ولا شك أن هذا حال بقيه الكوادر العاملة من أكاديميين وعاملين، هذه أخلاقهم، وهذا ديدنهم.
ختاماً
الهاشمية ليست مكاناً مشمساً ولا راية جورية خفاقة وحسب، بقدر ما هي اسم عريق، ورسالة عطاء فريد، وسمعة أكاديمية رائدة، وشهادة علمية متميزة، وتنوع بشري يُثري، لذا يطيب للهاشمية أن تبارك لطلبتها الجدد قبولهم في التخصصات العلمية والتحاقهم بكوكبة الطلبة الدارسين على مقاعدها متمنية لهم وللجميع التوفيق والرشاد والتيسير، وأن يكونوا أبناءً بررة لأم رؤوم.
وأمنيات التوفيق كذلك لكل من لم تسنح له الفرصة دخول الهاشمية طالباً فيها وجالساً على مقاعدها الدراسية، والشكر كُله للزملاء والكوادر العاملة في الجامعة على جهود الخير والعطاء، وكما قال جلالة المغفور له بإذن الله الحسين الباني - رحمه الله-:" لنبني هذا الوطن ولنخدم هذه الأمة".
وكل عام والجميع بألف خير.
نهاية تبقى الشواهد أنبل دوافع الكتابة وحقٌ لنا أن نُعظم الايجابيات
حفظ الله الأردن أرضاً وقيادةً وشعبا