باعث الألق في مملكة الأمل والحياة
د. موسى برهومة
09-06-2009 07:20 AM
إلى الأعالي يقود الملك شعبه وهو يرتقي عرش العشرية الثانية مسيجا بمحبة وولاء عز نظيرهما. ويحيط بالملك إحاطة السوار بالمعصم مؤسسات وأفراد وأحلام تشق سماء المستحيل وتملأ كتاب الوطن بالمفاخر.
ليس سهلا أن يحظى زعيم بكل هذا الحب..
ليس ممكنا أن يكون الحب مندلعا من القلب كفيضان لا توقف فيه..
ليس طبيعيا ألا يشع الكبرياء من بين أضلعنا ونحن نراقب الملك يحمل الأردن كأيقونة في حله وترحاله، ويسهر على راحة شعبه حتى لو تخفّى. ألم يكن أجداده الأوائل سبّاقين إلى ترصيع دفاتر التاريخ بمثل هذه المروءات؟
ليس من المتوقع أن تتحول الصحراء إلى بستان تختال فيه الأشجار، ولكن مع عزيمة كعزيمة عبدالله الثاني سيغدو الأمر ممكنا في رمشة عين. الإرادة تصنع المعجزات وتروّض المستحيل، بهذا الإيمان العميق يتحرك الملك، ورغم كل ما يبعث على اليأس من حولنا إلا أن ثقته بالمستقبل لا تتزحزح ولا تهزها العواصف.
لذلك يليق أن تكون العشرية الثانية من حكم الملك شبيهة بإرادته وحكمته، ويليق بأبي الحسين أن يكون محاطا بمؤسسات وطنية تحمل الأردن على أجنحة الحداثة. ويليق بجلالته في عيد جلوسه العاشر على عرش المملكة أن يكون من حوله رجالات يهجسون بالرؤى الخلاقة التي يفكر بها، وأن يتمتعوا بمخيلات خصبة، لأن المستقبل هو حقل الأفكار ومستودع الابتكار وأرض المبادرات الكبرى.
في العشرية الأولى كان عبدالله ملكا على القلوب، واستطاع أن يحمي الأردن من أخطار ومؤامرات شديدة الخطورة، ورغم حساسية الظروف وأبعادها الأمنية، إلا أن الملك، رغم ذلك لم "يعسكر" المجتمع ولم تدفعه قساوة الظروف الخارجية إلى إحكام القبضة على الحريات، بل في أشد هذه الوقائع حلكة وصعوبة رفع جلالته شعار الحرية سقفها السماء، وبخاصة حرية الإعلام الذي يحتاج الآن إلى مراجعة عميقة وجذرية مع دخولنا في العشرية الثانية.
ونحتاج، فضلا عن إصلاح الإعلام، إلى إصلاح شامل في مؤسسات الدولة كافة التي طاول بعضها النقد والانتقاد والتهكم، وفقد الناس الثقة بها، وصار العامة يتداولون الإشاعات ويستهزئون بالإنجازات مهما عظمت، لأن بيئة اللاثقة هي التي توفر المناخات الخصبة لنمو الأقاويل واغتيال الأشخاص والإنجاز والأفكار.. وقتل المستقبل.
لقد عوّدنا جلالة الملك دائما أن ننتقد السلبيات، وألا نوفر أي حماية للمسؤول الفاسد، لكنه في المقابل ظل مسكونا بالأمل بأن الحياة تنطوي على أنصاف كؤوس ملأى بالخير والعطاء، وما انفك يحفزنا على النظر إلى نصف الكأس المملوء، وأن نعمل على تبديد الفراغ في النصف الآخر عبر المبادرة والتضحية.
وبوحي من هذه الروح الملكية المرصعة بورد التفاؤل، نعمل في _ على ترسيخ أفكار الملك وتوطين رؤاه الحداثية في الميادين كافة. ومن عزم جلالته نستلهم أفكار التنوير وننحاز للفقراء وننتصر للنساء والأطفال والشباب، ونمسح دمعة الآه عن وجوه المحتاجين الذين يعضون على جمر الكبرياء ولا يسألون.
ومن وحي أفكار الملك، نرفع رايات المهنية والمصداقية كي نكون مدماكا أصيلا وأساسيا يرفد الزمن الآتي بالأحلام التي تسيج أردن أبي الحسين وتزرع دروبه بالسواعد والعقول والمبادرات.
ولئن نبتْ أقلامنا وهي تحاول أن تطاول شموخ أفكار سيد البلاد وقائدها، فلقد ربحنا المحاولة، ولئن وفقنا الله واقتربنا من نبض الملك، فلقد حظينا بالمجد والشموخ، وهو ما يجعلنا نحاول أن نحافظ بكل ما أوتينا من قوة وعزم وإصرار على ثقة جلالة الملك بنا، وما أعظمها من ثقة، وما أثقلها من مسؤولية.
فيا سيدنا وقائدنا، سلام عليك من الغد كتّابا وصحافيين ومحررين وعاملين وقراء ومشتركين.. سلام عليك ونحن نغمض أعيننا على صورتك ونحرس أحلامك وأنت تأخذنا معك نحو النجوم..
سلام من "الغد" إلى صانع الغد الجميل، وباعث الألق في مملكة الأمل والحياة.
** الزميل الكاتب رئيس تحرير يومية الغد ..