حزام اسود! .. الحاضر يعلم الغايب
م. مدحت الخطيب
17-09-2018 06:07 PM
بتذكر وانا صغير رحت اتدرب (تايكوندو) و من سوء الحظ كنت في بداية مشواري الرياضي (عشيم) ، وكان الحزام الأبيض وكما تعلمون اقل حزام في رياضة التايكوندو ، جلست فوجدت معظم اللاعبين يحملون الحزام..الأزرق ، والأخضر ، وحتى الأسود...
أصبت بالارتباك للحظات، لكن الخوف لم يجد إلى نفسي طريقا.، أدرت رأسي، ثم طرفت بعيني، ورفعت بصري إلى أعلى.. واذا بالمدرب يسترق نظرة سريعة نحو حيرتي...وكان يمتلك نوعا من الذكاء فاراد ان يعلمني درس و ان أكسب الخبرة وادخل جو المنافسات بالتدرج ...
• فقال البس الحزام الأسود وادخل المباراة حتى لايهاجمك خصمك وفعلا ،تم ذلك وكانت مباراة موفقه ، لان بريق الحزام الأسود يدخل الرعب في عيون الآخرين .. في حين أن وضعي الداخلي كان عكس ذلك تماما...
...اليوم نجد هجوم على النقابات المهنية بخصوص مشروع قانون ضريبة الدخل المعدل (قانون الجباية المشوه غير مكتمل النمو ) والذي اثارعاصفة هوجاء بين الجميع..
لذلك اقول أن النقد المنهجي عند البعض يٌحترم ما دام يخدم المواطن والوطن ،اما النقد على مبدأ( القصة مش قصة رمانة ...القصة قلوب مليانة.)..فهذا ما يزعجني ويزعج الجميع ...
قبل ( 3) أشهر كنا نرقص فرحا بما قدمت النقابات المهنية لرد هذا القانون، ولولاها لما سقط الملقي، فما الجديد !!!
مجلس النقباء أراد الجلوس مع الحكومة وهذا لا يعيب النقباء...فكلنا لخدمة التوافق من أجل الوطن...فقد صرح رئيس مجلس النقباء نقيب أطباء الأسنان الدكتور ابراهيم الطراونة ان ثوابت النقابات لن تتغير من حيث اصرار المجلس على عدم المساس بالطبقة الفقيرة والمتوسطة ، وان المجلس لن يسمح بأن يكون المواطن هو وسيلة الحكومة لسد عجزها.. .
وأضاف ان مشكلة المديونية لا تحل على حساب جيوب المواطنين ولا تكون على حساب أمن واستقرار الوطن ...وتمنى الطراونة ، أن لا تتعنت الحكومة في آرائها ومواقفها حول مشروع قانون الضريبة ، وان تكون مصلحة الوطن العليا هي المسيطرة على حواراتها ومناقشاتها مع المعنيين في النقابات المهنية ومع المواطنين....فأين الخلل الى اليوم في عمل النقباء...!!!
لكي لا افهم خطا.. انا شخصيا ضد القانون قلبا وقالبا ولكني مع الوطن... فشعب أسقط الملقي...قادر على إسقاط الرزاز وأكثر ...انا اول مره اعلم ان بداية التصعيد تكون بالعصيان المدني... اول مره اسمع ان بداية الرفض للقانون تكون بالإعتصام وإغلاق الأبواب أمام الحكماء...
اقولها وبصدق و لكي لا نعلق تقصيرنا كأشخاص وجماعات على شماعة الآخرين، اما ان لنا أن نلبس الحزام الأسود!!
وندافع عن أنفسنا وعن الوطن بصدق دون أي غطاء من أحد...ما دام السقف الذي يجمعنا جميعا هو راحة المواطن و حب الوطن فالحاضر يعلم الغائب اننا شركاء في قبول القانون أوالرفض وليست المشاركة والتفاعل وكما يدعي البعض هي من باب فرض الكفاية ...
صدقوني ان المطالب المشروعة لا تحتاج الى (بصّارات) لترشدنا الى الطريق المستقيم فرحم الله امرئ كفّ الغيبة عن نفسه..
روي إن عابدين من عباد البصرة:احدهما اعور والأخر أعرج تقابلا، فقال الأعرج للأعور
هل لك في إن نكسب أجرا؟؟؟؟
فأجابه صاحبه:وكيف ذلك؟؟؟
قال:نخرج فنمشي معا، فيرانا الناس فيقولون:
اعور وأعرج؛ فنؤجر ويؤثمون!!!
فرد عليه صاحبه:وهل لك في خير من ذلك؟؟؟؟؟؟
قال: وما هو؟؟؟؟
قال: لا نفعل...فنسلم ويسلمون