بيعةُ الفجرً والعشاء صباحُ الخيرً يا وجهَ الخير
محمد حسن التل
09-06-2009 07:12 AM
صباحُ الخير يا ابن الحسينين.
صباحُ الخير ابا الحسين ، وانت اليوم تدخل بحكمك للبلاد عقده الثاني.
صباحُ الخير سبط الانبياء وارث الملوك العظام.
صباحُ البيعة التي انطلقت من بطحاء مكة ، لتلقي بظلالها المباركة على سهول الشام ، ولتعانق انهار بغداد.
صباحُ آل البيت الذين طهرهم الله تطهيرا ورفعهم فوق العالمين.
صباحُ من تنزلت في بيوتهم آيات الكتاب ، ورُتلت ترتيلا.
صباحُ الملك الشريف الحسين بن علي ، وهو يطلق الرصاصة الاولى لثورة التحرر ، والذي ضحى بملكه من اجل وحدة امته ، وحقها في فلسطين.
صباحُ عبدالله الاول ، الملك المقاتل الذي ما زالت دماؤه تشخب وتنتصب عامود نور على ابواب الاقصى ، وتشهد على وفاء الهاشميين لامتهم.
صباحُ فيصل ، الذي ما زال الشام الشريف ، يذكر تضحياته وصدقه وعزمه ، والذي ما زال العراق يبكيه.
صباحُ يمتد الى عبدالمطلب ، الذي ما زال نداؤه يتردد عبر القرون "للبيت رب يحميه" ، فلم يخذله ربه ، فجاءته الطير الابابيل ، لينهزم امامها الاشرم ، وعبدالمطلب الشيخ الهاشمي ينتصب بحزمه وعزمه وثقته بربه القادر.
صباحُ ابي طالب ، الذي ما زالت صرخته تدوي عبر العصور "والله يا محمد لن يصلوا الى شعرة في مفرقك وفيّ عرق ينبض" ، وهو بذلك لم يكن يحمي ابن اخيه فقط ، بل كان يحمي ارهاصات مخاض ولادة امة ، أرادها الله ان تكون خير الامم.
صباحُ حمزة ، اسد الله ورسوله ، وهو يفتدي بدمائه الهاشمية الزكية على سفوح أُحُد ، ولادة دولة الاسلام ، فاختاره الله سيدا للشهداء حتى قيام الساعة.
صباحُ ابي الحسن ، عليّ بن ابي طالب ، الراقد في فراش رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ، لتتم اول خطوة في الهجرة نحو الدولة ، وقد سجله التاريخ اول فدائيّ في البشرية.
صباحُ جعفر الراقد في مؤتة الكرك ، الشاهدة على تضحيات بني هاشم ، من اجل الاسلام والعروبة.
صباحُ الملك الباني الخالد في الاذهان والقلوب ، الحسين الاول الذي بنى وطنا وشيد دولة ، بلا نفط ولا معدن ، يتحدث عنها العالم.
صباحُ طلال ، وهو يسطر بيده دستور دولة حديثة ، ليقول للعالم ان الهاشميين ما كانوا دوما ، الا بُناة ومجددين.
يا سيدي ، لا نملك ونحن ندخل معك وبك العقد الثاني لحكمك المديد باذن الله تعالى ، الا ان نزيد من عزمنا ، الذي اردته انت دائما قويا ، في مسيرة البناء والعطاء للاردن ، الذي ارادك الله عز وجل ، ان تكون بلسماً لجرحه بالحسين.
الاردنيون يا مولاي ، يجددون البيعة لك اليوم ، كما هو حالهم بعد كل فجر وعشاء ، فانت ولي امرهم ، وربّان سفينتهم ، وضعوا الامانة في عنقك ، ولكنك يا سيدي ، لا تحمل امانتهم فقط ، بل امانة امة بكاملها ، فانت يا سيدي كما تحمل شرعية الحكم ، تحمل شرعية التاريخ والرسالة ، فسلام على قومك بني هاشم الذين تحدروا من اصلاب شريفة ، الى ارحام عفيفة ليكونوا مشاعل النور في الارض ، الذين جعل الله تعالى قدرهم ، ان يكونوا اسياد هذه الامة ، يحملون امانتها عبر العصور والقرون.
فصباحُ الخير يا وجه الخير ، في هذا اليوم ، الذي تعانق فيه شرعية التاريخ ، شرعية الرسالة والانجاز.
** الزميل الكاتب رئيس تحرير يومية الدستور ..