الباحث ابو رمان يدعو لإعادة النظر ببرنامج تأهيل التيار السلفي بالسجون
17-09-2018 12:47 PM
عمون- دعا الباحث الزميل محمد أبو رمان، خلال جلسة حوارية نظمها نادي أسرة القلم الثقافي في الزرقاء مساء أمس بعنوان" دور الإعلام في مكافحة الإرهاب " الى إعادة النظر ببرنامج التأهيل لأتباع التيار السلفي القابعين في السجون.
وأوضح ابو رمان ان العائدين من السجون ،اضافة الى المحكومين بقضايا ترويج للفكر" الداعشي " ويبلغ عددهم نحو 900 شخص هم بمثابة قنابل موقوتة في المجتمع ، الأمر الذي يتعين معه إعادة النظر ببرنامج التأهيل داخل السجون،الهش والضعيف وغير المدروس، اذ لا يقوم عليه متخصصون يتمتعون بكفاءة تمكنهم من إعادة تأهيل السجناء لينخرطوا مجددا بالمجتمع بشكل سوي وبناء .
وتحدث خلال الجلسة التي تأتي ضمن مشروع دور الهيئات الثقافية والعمل الأدبي في مكافحة الإرهاب وبدعم من وزارة التنمية الاجتماعية /صندوق دعم الجمعيات وبرعاية وزارة الثقافة، عن ظاهرة التطرف و المعالم الخطيرة التي سببتها وقادت إلى النتائج، مؤكدا أهمية الدور الرئيسي للإعلام الذي يتمثل في التشخيص الدقيق والمفصل لبروز ظاهرة التطرف والإرهاب وكذلك نشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح واحترام التعددية الفكرية، فيما أورد العديد من الأمثلة عن الحركات الإرهابية في الدول العربية وما تعرض له الشباب من أوهام ووعود كاذبة .
ولفت إلى الدور الكبير لوسائل الإعلام الجديد " مواقع التواصل الاجتماعي ، اليوتيوب .وغيرها " كمصدر مهم للترويج للفكر السلفي، ولاسيما وأن اغلب المنتمين للتيار السلفي يتم التعارف بينهم من خلال شبكة الانترنت والهواتف الذكية التي قربت المسافات الجغرافية وأسهمت بانتشار الفكر السلفي بينهم.
ونوه بأن هناك تحولا خطيرا ، بخصوص ظاهرة التطرف ، يتركز على التحول من الحالة الفردية إلى الحالة العائلية ، ما أدى إلى ظهور جيل ثالث من هذا التيار بحكم علاقات المصاهرة التي شكلت بنية مجتمعية منفصلة داخل المكون السلفي ذاته ،إذ أن حجم الظاهر أكبر مما يبدو على السطح السياسي.
ولم ينكر نظرية المؤامرة ووجود أجندات دولية وإقليمية ومخططات تحاك للمنطقة ، مشددا على ضرورة احترام التعددية في الآراء وبث قيم الحرية والديمقراطية التي تعتبر حصنا منيعا للجبهة الداخلية للتصدي لكل المؤامرات ، حيث أن هناك أزمة هوية للشباب تدفعهم إلى الانحراف والتطرف في الأفكار والمعتقدات . ورأى ابو رمان أنه يتعين علينا فهم التطرف والإرهاب، ومعرفة أن التطرف ليس إسلاميا فقط ، فهو لا يعترف بدين أو جنسية أوعرق ، مبينا ان بروز التيارات السلفية وخصوصا التنظيم الإرهابي " داعش " لم ينتج فقط عن بعض الموروثات الفقهية المتشددة ، ولكنه ناتج بدرجة أكبر عن أزمات العالم العربي السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية .
وجرى في ختام الجلسة التي أدارها الزميل عمر ضمرة و حضرها جمع من ممثلي الأحزاب والنقابات والكتاب والنقاد والمهتمين ، نقاش وحوار تركز على أن الإرهاب هو نتيجة حتمية للانحراف عن الفكر المعتدل والتعصب الذي يقود إلى التطرف ومحاولة فرض الأفكار والمعتقدات على الآخرين بالقوة . (بترا)