عندما يحاول الإعلام «الإيراني» النيل من رجل الاعتدال والوسطية ليس في الشرق الأوسط فحسب بل على مستوى العالم كشخصية أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد، فعلينا التيقن بان هذه الدولة ومعها أدواتها شارفت على الإفلاس السياسي والأخلاقي، ولم يعد لديها محاذير أو خطوط حمراء في التعامل مع القواعد والأعراف الدولية.
ان الرواية التي سردها الإعلامي سالم زهران على قناة «المنار» التابعة لحزب االله غداة زيارة سمو أمير دولة الكويت إلى واشنطن ولقائه الرئيس ترمب للنيل من سمعة الكويت مثيرة للشفقة بسبب تدني المحتوى واللجوء إلى الكذب الفاضح، فالرواية لم تراع ابسط قواعد الدعاية السياسية المحترفة والتي من المفترض أنها وعند اختراعها كذبة ما أن تأخذ بعين الاعتبار الحقائق الموضوعية على ارض الواقع، غير أن زهران ولأسباب ما تتعلق به شخصيا أو بحزب االله أو بإيران ذهب في نسج وترتيب رواية لا يتقبلها عقل ولا علاقة لها بالمنطق.
أما ماذا قال زهران فانا مضطر هنا لإعادته من باب كشف الافتراء والكذب الفاضح: يقول زهران أن سمو أمير الكويت ذهب للولايات المتحدة في رحلة علاجية، وانه وبعد انتهاء برنامجه العلاجي فوجئ باتصال من ترمب يأمره فيه بالحضور في اليوم التالي للبيت الأبيض، وفي لقاء خاص ابلغ ترمب الأمير بضرورة إلغاء الاتفاق التاريخي مع الصين بشان استثمار الجزر الكويتية والبالغة قيمته 11 مليار دولار واستبداله باتفاق مع شركات أميركية حددها ترمب وبمبلغ 14 مليار دولار، وحسب رواية زهران فان ترمب اوعز لسمو الامير بالتعاون مع شركة محاماة اميركية ستتابع قانونية فسخ العقود مع الصين وشركاتها مقابل خمسين مليون دولار.
وفي الحقيقة فان افتراءات زهران تتمثل في عدة نقاط ومن ابرزها:
اولا: ان زيارة سمو امير الكويت الى واشنطن معلنة رسميا وعلى وكالة الانباء الكويتية «كونا» منذ 31 من آب الماضي كزيارة رسمية ولم تكن رحلة علاجية كما ادعى زهران.
وثانيا: فان اللقاء بين الامير والرئيس ترمب تم في البيت الابيض ووفقا للبرتوكول المعمول به اميركيا وكويتيا حيث استقبل الرئيس ترمب سمو الامير على باب البيت الابيض وتم اللقاء بين الوفد الكويتي كاملا والطاقم الاميركي على مرأى من وسائل الاعلام العالمية، ويمكن لزهران وغيره العودة للمادة الفلمية للزيارة على «اليو تيوب».
ثالثا: لا يعرف زهران ان سمو الشيخ صباح الاحمد الذي نال لقب «قائد الانسانية» من الامم المتحدة، واحتفظ بحكم خبرته بدرجة عالية من السيطرة على مفاصل الايقاع السياسي الاقليمي في منطقة مهمة ومضطربة، هو صاحب مدرسة في العناد والدفاع عن الحق، وليس من تلك النوعية التي تتلقى الاوامر، وستثبت الايام القادمة ان كل ما قاله «زهران» هو كلام فارغ لا يصلح ان يكون موجها لرجل بحجم وقيمة سمو الشيخ صباح الاحمد الذي رفض وبحزم طلب ترمب فتح قنوات اتصال مع اسرائيل واصر على مواجهتها في المحافل الدولية وبخاصة الامم المتحدة، وما صلابة الموقف الكويتي خلال رئاسة مجلس الامن في شباط الماضي، لأكبر دليل على ذلك.
Rajatalab5@gmail.com
الرأي