حوارات الحكومة للعامة وفي ظل الاحتقان .. كيف؟!
د.محمد جميعان
16-09-2018 12:40 AM
ما جرى يوم السبت في قاعة جامعة الطفيلة في محافظة الطفيلة في لقاء مع وزراء يمثلون الحكومة لاقناعهم تنظيريا بقوانين الضريبة والزكاة والتكافل الاجتماعي في ظل الاحتقان وفقدان المصداقية كان متوقعا واكثر من ذلك ايضا.
لا ادري كيف تجرى الحكومة حوارات في ظل احتقان شديد وغياب المصداقية التي بدت واضحة لكل قارئ لردود الفعل والتعليقات على جاءت على تغريدات الرئيس التي برر ودافع فيها على قانون الضريبة ، وكنت قد لفت النظر الى ذلك مقال مقتضب يوم امس بعنوان قراءة في ردود الفعل على تغريدات الرئيس تحدثت فيه بوضوح عن حقيقة الراي العام ومدى سوء المزاج والاحباط وفقدان المصداقية التي يعاني منها الناس ، وذلك خلال مطالعة التعليقات وردود الفعل التي وردت على تغريدات متتابعة متلاحقة لرئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز حول تبريره لقانون الضريبه التي ركز فيها على الوعود والعاطفة والتنظير...واكدت ان ما قرأته من تهجم على وسائل التواصل غير مسبوق ابدا وفاق بكثير ما قيل في الملقي وحكومته.وان المزاج العام ، وصل حد " الحفاف والحنايا " وبدأ يفيض زفرات حارة كاوية لا اعتقد ان هناك من هو قادر بدقة على التنبوء او التوقع لما ستؤول اليه ردود الفعل..
وهنا اسأل بعد ان حدث ما حدث؛ اليس هناك وزير سياسي واحد اومستشار واحد للرئيس لديه حس استخباري ينصحه ؟!
اما فيما يخص حوارات العامة حول القانون ، فارجوا ان اذكر انه وحتى المتخصص في الاقتصاد العام الذي يحترم علمه ونفسه يرفض ان يبدي رأيا مهنيا تفصيليا في قانون الضريبة لانه قانون تشريعي اجرائي يترتب عليه تبعات عند التطبيق يحتاج الى خبرة عملية وخبراء في القانون والتشريع الضرائبي ومتخصصين في الادارة والشؤون المالية ، وان يكونوا ممثلين لشرائح المجتمع واتجاهاته...
فكيف وتحت حجة الديمقراطية والحوار ان يعرض على العامة لاخذ الراي ؛ وياتي وزراء وتحت حجة الاقناع يحاورونهم وتحت مبررات عاطفية ونفسية وتنظيرية تتعلق بعلم النفس والفلسفة والمنطق والكلام، والناس تعيش الاحتقان..؟!
اليس هذا ذرا للرماد في العيون..وتمرير للقانون باي وسيلة كانت حتى ولو كان فيه نوع من استخفاف العقل واستثمار للعاطفة..؟!
واخيرا ارجوا ان اكون ناصحا للحكومة كيف لمن تجرع المر وادماه الصبر ونهب ماله ويعيش حالة الاحباط والاحتقان ان يستصيغ حوارا وان يجدك ملاذا وبيدك ايتها الحكومة السلطة والصلاحيات والقرار وتلجأ للكلام سبيلا للاقناع والقبول؟!
د.محمد جميعان
drmjumian7@gmail.com