انجاز كبير يسجل للحكومة ولوزارة الاوقاف بقيادة الوزير الشاب دكتور عبدالناصر ابو البصل يتمثل في توجه الحكومة لخصم مبلغ الزكاة من الضريبة المستحقة على الافراد.

سابقا كان يتم خصم مبلغ الزكاة من الدخل الخاضع للضرببة وليس من صافي الضريبة المستحقة.

ما تمكن الدكتور ابو البصل فيه من اقناع الحكومة بأن هذا الاجراء ايجابي جدا وله مردود اجتماعي ومالي وشرعي لم يتمكن زملاء له سبقوه في المسؤولية من اقناع الجهات المالية والسياسية في الدولة من جدوى خصم الزكاة من قيمة الضريبة المستحقة.

لا يكفي الحماس للفكرة ولا الصدق في طرحها ولا جدارة عرضها ان لم يتوفر الدليل والبيانات والحجج الموثقة بان الفكرة سليمة ومفيدة.

وزير الاوقاف استطاع اعادة طرح الفكرة ولكن راعى في طرحه امكانية القبول السياسي للمقترح وجدواه الاجتماعية وتمكن من اقناع الحكومة بأنها لن تخسر شيئا من العوائد الضريبة.

وانا في هذا الصدد أود أن أؤكد بأن اقبال الاردنيين على اخراج زكاة اموالهم سيزداد بشكل ملفت وسيتمكن مخرجوا الزكاة من الافادة من خصم الزكاة من ضرائبهم مما يشجعهم على اداء ركن مهم من أركان الاسلام الذي لا يقل شأنا ولا أهمية عن أركان الصلاة والصيام والحج.

وهنا لا بد من الاشارة الى ضرورة انشاء صندوق خاص للزكاة يتمتع بالشخصية الاعتباربة المستقل ولا يرتبط بوزارة الاوقاف وانما يمكن ان يكون قاضي القضاة جهة الارتباط الاداري لهذه المؤسسة.

نعتقد صادقين بأن وزير الاوقاف فيما لو نجح فيما بدأه وتمت ترجمة هذا التطور الى واقع قانوني، وتم انشاء صندوق للزكاة يشرف على ادارتها نخبة من الشخوص الانقياء ممن لا تشوب سمعتهم ونزاهتهم اي شائبة، فإن هذا الانجاز يكفي لان يشكل بصمة يتركها وزير للاوقاف والحكومة ولها تأثير ايجابي على الواقع الشرعي الاقتصادي والمجتمعي.

وفي حين أن الوزير ابو البصل ترك بصمات في مجال موسم الحج حيث ابدى الحجيج الاردنيين رضا كبير عن إجراءات وزارة الاوقاف هذا العام، ناهيك عن التواضع واللمسات الانسانية التي تركها هذا الرجل عند زوار بيت الله الحرام، فإن انخراط الوزير في إعادة النظر بالانظمة المتعلقة بالائمة وخطباء المساجد وغيرها قد زاد من احترام الكثيرين المتابعين لجهده ونشاطه الدؤوب.

لسنا في صدد تلميع شخص وزير الاوقاف فهو زاهد بالمال والسلطة والمواقع ويحب الوطن ومؤسساته، حيث ما زال طلبته في جامعة اليرموك يستحضرون اهتمامه فيهم وتواضعه واخلاصه لرسالة العلم و التعليم.

انتقدنا كثيرا من المسؤولين وابرزنا أخطائهم، واحيانا عبثهم بالمال العام واعطائهم الحقوق بغير وجه حق أو منعها بغير وجه حق ولكننا اليوم نجد لزاما علينا أن نثني على المسؤول الذي يؤدي عمله بأمانة وحرص واخلاص.

تحية لوزير الاوقاف وليعلم أن الاردنيين في جامعاتهم وقراهم ومدنهم وبواديهم يقدرون من يعمل لاجل الوطن.

جزى الله الحكومة ووزير الأوقاف كل خير، ونسأل الله أن نلمس التأثيرات الاجتماعية الشرعية الايجابية لاحتساب الزكاة من صافي الضريبة المستحقة في السنوات القليلة المقبلة، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.