مسلسل الأكاذيب والخداع الأمريكي الخاص بملف الرافدين منذ ان طلب الرب من بوش التوجه للعراق وتخليص المعذبين في الأرض من الطاغوت وانتهاء بكتاب الدجال( تينت) عراب الخديعة ومستخرج الرعونة من ادمغة الأشرار ، هذا المسلسل كان رفيع الأداء من حيث القدرات المهولة للمثلين والمخرج واصحاب الإختصاص في المؤثرات الصوتية والبصريه.غير أنه كان رديئا من حيث التشطيبات وفات الرسول بوش ان يدخل الى السيناريو كذبة كانت ستقلب موازين المسلسل كله بحيث يحصد كل جوائز الأوسكار وجوائز مهرجان كان وربما الاسكندرية ايضا ، خديعة كبرى ستجعل كل ما قاله المهرج ( باول) صحيحا في العرض الشهير الذي قدمه أمام مجلس الأمن يوم صور لنا بإن صدام يمتلك سلاحا سريا سيحدث انفجارا كونيا عظيما ثانيا تتغير اثره تقسيمة المجموعة الشمسية كلها، يوم كان العالم فاغرا فاه ومستسلما للساحر الهندي الذي يروض الكوبرا بالعزف على الناي.
ما فات هذه العصبة المرسلة من الرب لا يزال ممكنا ، خديعة ستقلب كل الطاولات ، ولو انني مكان السيد الأول هناك لكنت فعلتها دون ادنى تردد.
سأوضح الخديعه ......... في عصر يوم مشمس تدعى عشائر الصحفيين ( السي ان ان والبي بي سي وفوكس نيوز والتلفزيونات العربية بما فيها الجزيره.... الخ ) الى صيد ثمين ... مسرح الحدث في الباحة الخلفية للمجمع الرئاسي في قلب المنطقة الخضراء ، فجأة يماط اللثام عن باب سري صغير خلف أحد قصور صدام غرست فوقه نخلة بلا ستيكية متحركة و متقنة الصنع بحيث تحاكي الواقع تماما وتحت هذه النخلة المزورة والوحيدة في العراق نفق معتم يؤدي الى نفق يؤدي الى نفق آخر يتجه يمينا بشكل متعرج ثم يسارا ثم يمينا مرة أخرى الى ان ينتهي بفناء عملاق محصن بمعدن سميك وفي بطن الفناء كميات مهوله من غاز الإنثراكس و الخردل والخبيزه وعشرة رؤؤس نووية عليها قتره ، وجهازي طرد مركزي صنعا في الثمانينات وكمامات وأقنعة و ملا بس واقيه من الإشعاعات خلعت على عجل.
ثم يساق القطيع الى نفق آخر ينتهي بمستودع متوسط الحجم يحوي مكاتب العلماء والوثائق السرية التي تم تقطيع بعضها على عجل ايضا وبشكل يجعل من تجميعها مرة أخرى أمرا صعبا لكنه ممكنا , من ضمن هذه الوثائق رسائل قصيره بخط يد صدام تطلب ممن كانوا هنا الإستعداد للحظة الحسم فما لديهم سيستخدم قريبا ، وآلية تسليم ما لديهم لتنظيم القاعده في حال تعذر استخدامها من قبل الحرس الجمهوري وذلك من خلال النفق الذي يربط الفناء بمنطقة الكرخ من تحت دجله ، ورسائل أخرى بنفس السياق.
ثم يساق القطيع بعدها الى مؤتمر صحفي مع وزير الدفاع الأمريكي الذي وصل للتو والى جانبه احدى الدمى العراقية ، وعلماء عراقيين اثنيين يدلون باعترافاتهم ، وتاجر باكستاني هو عراب صفقة بيع الرؤؤس النوويه العشرة التي تم تهريبها مرورا بالأراضي السوريه بعلم السوريين وموافقتهم.
بالطبع توجد ثغرات في الخديعة التي سردتها ، لكنها ستصبح اكثر قبولا عندما تضاف اليها نكهات هوليوود فالقصة كلها من الألف الى جدار الأعظمية لا تعدو كونها خدع سينمائيه.
قد يسأل سائل لماذا لا يكون مسرح الحدث في مكان ما خارج المنطقة الخضراء فذلك سيجعل الخديعة أكثر قربا من منطقة التصديق ؟
الجواب : لا وزير الدفاع الجديد طخ و الذي وصل للتو ولا الدمية العراقية التي كانت تقف الى جواره ولا شاهدي الزور ولا التاجر الباكستاني يجرؤون على الخروج من المنطقة الخضراء الى المنطقة الحمراء.