جاءني الحزنُ كعادته متخفيّا ًبالذكرى يصرخ و أنا بين الجموع و أسمعه وحدي
"انهضي أنت و الحاضر فقد أطلتِ على الماضي الانتظار"
حالة ُاحتضار ٍ جديدة يسجّلها قلمي :
أريدُ حلا ًنهائيا ً، أريد ُقرارا ًأبديا ً
لا عودة بعد اليوم !أصغي يا أمي لدموعي جيدا ً، ماذا تخبرك في الحلم عنّي ؟
إلى متى هذا السؤال يبقى يحكمني ؟
كيف أضع خاتما ًو أنا بدون كفِّ ؟
كيف أكون أنا بدون نفسي ؟
أخذوا الفؤاد بحبل ٍيشدّني إليهم عبر طريق موت ٍاختياري فهل يرحمني ربي !
جبلُ الحقيقة بالأوهام صار فنّي،
تخديرُ الألم بالابتسام صار همّي ،
ووهبت كلّ وقتي كلّ وقتي للذي كان .
غدا ًسأكبر وأتقن صبر الكبار و أفهم كذب الحياة
و أوّدع حرارة َالشباب و أهدأ
كلُّ شيء أصغر و يصغر أمام الموت... .
دُقوا الدفوف َاليوم عرس قاتلتي
خلّوا الزمان عني ها قد جاءوا بأكفاني .
أضرب ُالضلع َبالضلع
و أحرق ُلساني بمبخرة الألم
حتى السماء تمطر الألم
كلّ الطرق تؤّدي إلى الألم.
أخذوا الفؤاد و لم يردّوه إلي ّ،
و تركوا مكانه بارودا ًيفتّتُ الأجزاء َو يسمّمني،
و يسلّمني لفْتك غلبتهُ بعذابي فيصرخ عنّي : "آه من عذابك ؟ من أنتِ ؟ حتى الوفاء يستريح أياماً من أسطورته !ما أنتِ؟! ما هكذا الحبّ ؟ هذا هو أخو الموت" .
أحسدُ المجنونَ و الصخر
أصاحبُ القهرَ و الصمت
أحتسي الحنين َو أرْقبُ وسادتي المسكينة التي شربت أدمعي و عرقي
تهمس لي : "رقيقة ٌ أنتِ ، خلّي عنّي أحلام الليلة ليوم آخر ، واستوصي بحبّ أمٍّ قتل الشك ُيقينها
لا رجاء في العودة أو البعد سواء ! "
أشّم رائحة َصوتها الشفاّف من بعيد
ألمس بخارَ الطعام على عُقد أصابعها النحيفة
كم حملتْني راحتيْها لراحتي !
كم تحبنّي و أحّبها !
و عرفت بعدما كبرت أنّها تحبنّي أكثر ...
و كلما كبرت يكبر ظلّها على باب غرفتي
وكلما كبرت يصغر ظلّي على باب غرفتها ....
أحبها أمّي لأنها حسبُها أمّنا وهبها الزمانُ لنا
مات الفرح بعدهم فهل يفرحون من بعدي ؟
دقّّوا الدفوف اليوم عرس قاتلتي
خلوّا الزمان فقد شاء نسياني
تركني خلفه وحيدة ًأحصد ُالحزن َوحدي.
هنا كنّا نمشي و هناك مشوْا
هنا كنّا نبكي و هناك بكوْا
هنا كنّا نحّب بعضنا .... و هناك أحبّوا غيري!
زرعوا الأنوثة بحبهّم و غادروها بعدما أزهر صدري
عقدتُ اتفاقا ًمع نفسي أنْ لا أعود لحبهم و أعتبر رحيلهم موتا ًمجازيا ً.
حتى السؤال ترك علامة الاستفهام وجانب مئات علامات التعجب:
كيف خنتم !!!! كيف رحلتم!!!! كيف قتلتم!!!!.... بل كيف اليوم أنتم؟
أفضحتم أسرارنا اللّوزية ؟
أما اشتقتم لقطف الثمار سوّية من أشجار مدينتنا؟
كم لوزة ًمعكم؟
قمصان ُالصيف في حالة عصيان ٍ، لا تلبسني
فساتيني ، زينتي تنكرني ،
"أسماء ُيا شمعة تحترق في سكون الشباب ،انفضي عنك غبار الغدر و استرجعي ذكرى أول خطوة يدخلون فيها قلبك و ابقي عليها ،و لا تذكري ما كان بعدها من تحطيم أسود "،
أخذوا الفؤاد بحبل يشدّني إليهم
و ما دروا أن الضاحكين منّا عليّ أشفقوا
أخذوا الفؤاد بحبل ٍيشدّني إليهم
فالعودُ ليس أحمد
كدنّي النكد ُ،
ملنّي الصبر ،
ألسعادة في الحب ؟ أم في الحب السعادة ؟ أين ضاعت سعادتي ؟
لا يهم السؤال بقدر الإجابة.
طفل حلمته يحملُ ضحكتهم في سمعي و يركب ريحهم أمام نظري ؛ فأقطفُ من عيني لعينيه نورا ًلا يختفي ...
كان اسمه "نزار "و" جنين"اسمها ماتا في ظلّ البعد و اختفوا
في ذكرى لحن ِحزني ...
فيا اربد قُضِّي مضجع ماضيهم كم ضيّعوا في الغثاء أحلامي و أوجعوا !
وأضيفي إلى سجل قصص الحب الحزينة لعامك هذا *حكايتي .
الكاتبة محررة في دائرة العلاقات العامة/ جامعة اليرموك
smellcofe@hotmail.com
____________________________________________
* المقصود بذلك اربد مدينة الثقافة لعام 2007 .