إيملين بانكهرست رائدة الثورة الأنثى
أمل محي الدين الكردي
15-09-2018 01:42 AM
أول امرأة أرتفع صوتها مدافعا عن حقوق المرأة
جاهدت في سبيل المرأة فسجنت وعذبت هي وزميلاتها ،ثم وقف لها آخر الأمر تحية واجلالا وصفق لها على منح المرأة حريتها واستقلالها في عام 1918 .
كانت تؤمن بالقضية التي أعطتها كل وقتها وجهدها ،لم تستطع قوة أن تنتزع من رأسها الفكرة التي سيطرت عليها حتى السجن والتهديد والتعذيب ،لم تكن تزيدها الا إيمانا بقضيتها واقتناعا بالحركة التي حملت لوائها منذ اكثر من مئة عام واكثر .
كانت حقوق المرأة هي قضيتها كانت البطالة والفقر هما شغلها الشاغل فقد عرفت الفقر بعد رحيل زوجها وشريك عمرها وتركها تواجه الحياة وقسوتها مع أطفالها!
كانت أمنيتها أن تكون بجانبه وتمد اليه يدها وتعاهده على الوفاء قبل أن تغمض عينيه ولكن القدر شاء أن يحرمها حتى آلم الفراق تماما كما حرمها من الاستمتاع بلذة الانتصار .
لقد أعلنت الثورة على الحكومة ورفض النواب في البرلمان الاستماع الى صراخها وكانت تجتمع بالمرشحين في الانتخابات قبل موعدها باسابيع وتسألهم هل تعطونا حقوقنا ؟هل تمنحوننا حق التصويت؟ويهز المرشح راسه مستنكرا!وثم تعود الى مقر الاتحاد لتلقي خطابا من خطبها الحماسية التي طالما الهبت مشاعر بنات جنسها .
وتنطلق النساء في شوارع لندن ويتسع نطاق المظاهرة ويزداد الصخب وتدوي الهتافات ساخطة ناقمة وعلى الجانب الأخر كان الرجال يقفون لهن بالمرصاد كل الرجال من كل الفئات فكان يقاومها ويقاوم الصرخة الغريبة الجديدة الذي تسلح به أعداء المرأة لأول مرة في تاريخ بريطانيا في أول محاولة لغزو هذا العالم الذي ظل مقصورا على الرجل وحده ولم تكن هذه المقاومة الا لتزيدهن عنادا واصرارا وشراسة .وتقف هي وزميلاتها فتقول "إننا أيها السادة لم نأت الى هنا لكي نخرق القانون وانما جئنا في محاولة لكي نصنع القانون" وسجنت إبنتها وسجنوها لم تجد غير الاضراب عن الطعام وسيلة للاعراب عن احتجاجها لهذا الظلم بكافة أنواعه الذي تتعرض له واستمرت الحرب بينها وبين الحكومة سنوات وأثناء الحرب العالمية الاؤلى اعلنت الهدنة وسارعت بتوجيه نداء الى كل نساء بريطانيا بالكف عن حملتهن والوقوف صفا واحدا وراء الحكومة وخرجت المرأة الانجليزية لتعمل في المصانع والمستشفيات وفي ميادين القتال حتى ما أنتهت الحرب وقف البرلمان الانجليزي يحي المرأة العظيمة وهم يصادقون على القانون الخاص بمنح المرأة الانجليزية حق التصويت في شهر فبراير من عام 1918وفي يونيو عام 1928 صدر القانون الجديد الذي طالما سعت اليه وكافحت من أجله ولكن بطله هذه المعركة ماتت قبل أن ترى هذا النصر الجديد وماتت في هدوء في احدى المستشفيات بنفس اليوم الذي أقر فيه البرلمان هذا المشروع وكانت في الحادية والسبعين من عمرها وبعد ثمانية عشر شهرا وقف رئيس وزراء بريطانيا ستانلي بولدين في ذلك الوقت يرفع الستار عن التمثال الذي أقامته الحكومة تكريما لهذه المرأة في حديقة فكتوريا تاور جاردنز