إستمتعت كثيرا بمقابلة الوزير مثنى الغرايبة على قناة «المملكة «خصوصا صراحته حتى لو كانت بأثر رحعي بعد أن تبين له الخيط الأبيض من الأسود بمجرد نقله من كرسي المعارض الى المسؤولية.
هذا مثال على الفرق بين أن تكون مسؤولا ومعارضا، لكن هل يتعين توزير كل رموز المعارضة ليتسنى لهم التعرف على الحقائق المجردة التي تقف وراء القرارات الحكومية الصعبة وغير الشعبوية ؟
طبعا المسؤولية في ذلك تقع على عاتق المعارضة والحكومة في آن معا في تبادل المعلومات على أساس الشراكة في المسؤولية لمواجهة التحديات و إذ كان يجدر بوزير شاب مثل الغرايبة من مقاعد المعارضة أن يحاول الإستماع للحكومة ومناقشتها فيما تقول قبل بناء مواقف معينة تعرف عليها عندما أصبح جزءا من السلطة ليتحول الى مدافع قوي عن السياسات التي كان يرفضها ويتظاهر ضدها.
في الأردن ليس هناك معارضة دائمة، لأن كثيرا من رموزها تولوا الحكم وأصبحوا وزراء، وربما هذا ما يميز اللعبة السياسية في الأردن ويجعلها مرنة في ظل غياب المعارضة المنظمة والأحزاب المؤهلة لتداول السلطة.
المعارضة سهلة فهي ترفع شعارات ليست مسؤولة تغرق الشارع أحيانا بمعلومات مضللة أو خاطئة بغرض كسب الشعبية لكنها عندما تتعرف على الحقائق بمجرد أن تصبح في السلطة سرعان ما تواجه بصدمة وعندما تنتقل الى الحكم تصدم الشارع بها.
المعارضة ضرورة وعليها واجب أن تمارس دورها بمسؤولية وطنية ومطلوب منها أن تنتقد الحكومة وأن تظهر عيوبها وإخفاقاتها، لكن لماذا تحتاج المعارضة لأن تصبح في السلطة كي تكون واقعية لتواجه ذات الظروف وتتخذ ذات القرارات الصعبة التي ترفضها ؟.
فمثلا ترفض المعارضة القرارات الحكومية جملة وتفصيلا وتتحدث عن بدائل لا تقدمها أو هي ليست معنية بالعثور عليها وهي طرقة سهلة لممارسة المعارضة دون كلفة.
ليست مثلبة عندما يقر معارض بخطأ موقف سابق له، الفجيعة أن يتحول الوزير الى معارض ينكر المسؤولية والحقائق بمجرد خروجه من الوزارة ، بعد أن أتيحت له فرصة التعرف على الحقائق وليس عيبا أن تسعى المعارضة حتى غير المنظمة الى الوصول للحكم حتى لو كلفها ذلك تغيير مواقفها بأن تقبل مثلا من كرسي الحكم ما كانت ترفضه من كرسي المعارضة.
يحدث ذلك مع كثير من الوزراء عندما ينتقلون من المعارضة الى الحكم ، فينغمسون بالملفات والمعلومات والظروف التي طالما أداروا لها ظهورهم لأسباب مفهومة وهي خشية خسارة شعبوية نقلهم الى السلطة.
الراي