يليق بنا نحن أبناء الأردن أن نتفاخر بأننا أهل العراقة والحضارة والتاريخ المجيد وان أرضنا الخصيبة قد جادت ـ كما تجود بالشجر الأخضر والورد والزهر ـ بأعظم القادة وأحكم الرجال الأبطال الذين تركوا بصماتهم الواضحة على صفحات التاريخ والذين خلفوا لنا إرثاً غنياً ومنهجاً لمستقبلنا وغدنا المشرق ,وقد كتبوها بحبر من نور وفعل حقيقي.. سجلوها بدفق الدم الأحمر فكان الأردن قصيدة المجد والكبرياء والنار والدحنون على مدى الأزمنة.
هذا الأردن قلب العروبة النابض يعتز ويفتخر ويزهو منذ عقود بأنه عاش عصر الهاشميين فكان معهم أمير البلدان وملاذ الأحرار وضياء الحق ورمز العنفوان والإباء والصمود والممانعة والثبات وهو بالأمس واليوم وغداً يسجل بمداد الحب الصادق ويعلن استمرار النهج التطويري واستقرار الثوابت ورسوخ المبادئ خلف قيادة مليكنا الشاب الطموح المتجدد رجولة وبطولة القائد عبدالله الثاني بن الحسين.
وإذ يحتفل شعبنا اليوم وبكامل الثقة والمحبة والوفاء والولاء المطلق النابع من القلب بالذكرى العاشرة لتولي القائد سلطاته الدستورية.. فلأجل النعم التي نعمنا بها في وطن على امتداد مساحته من أقصاه الى أقصاه .. هذا الوفاء هو حصاد الجهد الخلاق الممزوج بالعمل المبدع والتواضع الذي أعلى اسم هذا القائد قبس النور وآية المجد في زمن الظلام .. إنها خلاصة التلاحم الشعبي بين القائد الذي علم التاريخ وأدرك بوعي عال ومسؤولية وموضوعية ماهية وحقائق هذا التاريخ العريق وبين الشعب الراغب بالنهوض الحضاري والتنموي والرقي .. الشعب التواق بوفائه وصدقه لمن يصدقه القول والفعل الى أن تنهض(( خير أمة أخرجت للناس)) وتنفض عن جسدها غبار التراجع والصمت والخوف.
فالوحدة الوطنية هي الحقيقة التاريخية التي حملناها جميعاً في قلوبنا وسلوكنا وثقافتنا حيث ان احتفالنا بهذه المناسبة ما هو إلا إعلان الحب والولاء لقيادة أحدثت تحولاً جذرياً في مقومات حياة أبناء شعبها على مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والديمقراطية والانسانية وغير ذلك من المكتسبات ..
الملك وطوال العشر سنوات الماضية ظل بيننا ذلك المواطن الأردني الأصيل الذي يتحسس هموم المواطنين ويتفاعل مع أهله وقضاياهم فهو الإنسان الذي يطيب له أن يحادث البسطاء ويجلس معهم ويشاركهم همومهم ويتحسس مواضع الخلل الحكومي أيا كانت... هكذا رأيناه بتواضعه الكريم وقلبه الكبير وسعة صدره وحضوره مع أبناء شعبه ...هو العلو السامي والشموخ الوطني الذي يتجلى في إقدامه وشجاعته وصلابته في مواجهة أعداء الوطن والأمة العربية لان القائد الذي يبادل شعبه الحب بالحب والوفاء بالوفاء لابد أن يصبح قوياً صلباً بهذا الحب العارم ...ولا بد ان يصبح شجاعاً مقداماً لان سلاحه لا يقهر وهو سلاح الشعب المؤمن بالله إلهاً والواثق من مليكه عبدالله الثاني.
الملك قائد متميز تعلمنا منه الكثير وهذا الخير الذي يتدفق على وطننا إنما هو ما وعد القائد شعبه به .. وما كرره مراراً في لقاءاته وخطاباته الوطنية بان المستقبل واعد بالخير الكثير, فالملك ظل يستمد روح التفاؤل بالمستقبل من بعد نظرته للأمور ومن إيمانه بكل قضية يتبناها ويناضل لأجل تحقيقها, ومن ثقته بإرادة أبناء شعبه وقدرتهم على البذل والعطاء وتحقيق المنجزات تلو المنجزات إذا ما تهيأت الظروف المناسبة وكفل له الأمن والاستقرار اللذين هما شرط كل تقدم ونهوض وأساس كل أمل يتطلع له هذا الشعب . ولأجل كل ذلك نقول نعم لعبدالله الثاني ... نعم للتواضع والشهامة والسمو والرفعة والصمود والمقاومة والابداع المتجدد وصوابية القرار وسلامة النهج .. نقول نعم لقائد الوطن .. ابن الحسين ..خير خلف لخير سلف.
Ibrahim.z1965@gmail.com