facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الرحيل لأجل الحب


سهير بشناق
14-09-2018 12:18 AM

لم تكن تعلم ان الحب يمكن ان يعود من جديد؛ بعد ان تنطفىء بعض شموعه بالحياة.

لم تكن تعلم ان الابتعاد ،يجعلنا نرى الاخر بصورة مختلفة لم نعتد ان نراه بها ،لتكبر المسافة بينهما فيصبح الرحيل قراراً.

لم تكن تعلم ان بامكان مشاعرها ان تعود من جديد ..بعد ان اتعبها العمر وآلمها الحب كما كانت تراه كان قرارها بالرحيل مؤلما لكنها لا تمتلك غيره بعد ان اكتشفت الحب مبكرا في مرحلة عمرية تكبر بها الاحلام في قلبها وايامها فتريد ان تكون كما تمنت ولكن قلبها نبض باسم انسان اخر كان له نصيب من وجودها وحياتها غيرها ذاك الحب كثيرا فلم تعد تعلم اين تسيبر وما هي خطواتها بالحياة بعد ان تغلغل الى اعماقها وافقدها قدرتها على تحقيق أيٍ من احلامها .

وهو لم يكن قادرا على استيعابها بالرغم من انه يحبها لم يكن قادرا على تفهم كيف يمكن لمراة ان تحب بهذا العمق لكن الحب يجب ان يكون دافعا لها للاستمرار ونقطة التقاء لقلبها مع احلامها ورغباتها بالحياة ...

هو لم يكن قادرا الا ان يعيدها دوما لبدايات الحب فقط عندما يكون الانسان لا يرى شيئا سوى من يحب ولا يمكنه ان يرى الحياة كما يريد وكما تمنى لانها لحظات الرغبة بتملك من نحب والابقاء بجانبه فقط، دون ان ندرك ما سيعترينا من خوف وابتعاد احلامنا عنا.

لم يتمكنا من الالتقاء الا على الحب ،لكن بنظرة مختلفة لم تكن المشاعر وحدها قادرة على ابقائهما كما كانا فكانت هي تنتظر منه ان يكون مختلفا ان يساعدها على تحقيق احلامها لانه جزء منها ،لا ان يسحبها للخلف مجردا اياها من كل ما حلمت به لتبقى له وحده لا ان تجد ذاتها بهذا الحب بالرغم من انه لم يكن باعماقه كذلك.

كانت تحبه لكنها ارادت لهذا الحب ان يغيره ليفهمها قبل ان يحبها لان يكون لها مرفأ آمان ... راحة لقلبها وايامها التي لم ترَ منها شيئاً سواه فارادت له ان يكون لها عونا ويدا تساندها وتاخذها لمساحة تجد بها نفسها فبعض النساء لا يرون بالحب نهاية الحياة ونهاية الاحلام بقدر ما يرونه انطلاقة جديدة للعمر مع رفيق وحبيب وصديق ...

لم تتمكن ان تراه كما هو :

لانه لم يكن قادرا الا ان يكون حبيباً فقط (...) ايامها وهذا الحب يتعب القلب، لانه يطالبه بالا يكون باي شيء بالعمر سواه والقلب مخزن للحياة ودفء العمر نابضا بكل ما حولنا من اشياء واحلام جميلة.

ولانها ارادت لحياتها ان تكون مختلفة ،رحلت بكل ما يحمله هذا الرحيل من وجع لانها لم تعد تقوى على الشعور بهذا الحب او البقاء لاجله ..

وهو برغم انه يحبها لكنه تلمس كم اوجعها هذا الحب وكم كان بحياتها شيء اقرب للالم في وقت كان يؤمن به بان الحب مصدر للفرح وانها هي من كانت تشعره بذاك الفرح لكنه لم يعد اليوم قادرا على الشعور به من جديد .

وكان الابتعاد قراراً اعادهما من جديد .

بعد ان تمكنا من اكتشاف انفسهما بطريقة مختلفة .

اصبح لها بفترات الابتعاد صديق قبل ان يكون حبيبا .

اصبح قادرا على اكتشاف احلامها وان يكون جزءا منها ان يكون لها قريبا يتوقف امام لحظات حزنها ويدا تلامس قلبها وعقلها وتساندها بالحياة واصبحت هي مختلفة ...

اكتشفت كيف يمكن ان يكون هو بايامها الانسان الذي تريد وان تمنحه هي ايضا مشاعر تجمع بين الحب والصداقة والبقاء به بارادتنا ليكون خيارنا الابدي .

عادا سوية بعد ان كان الابتعاد سببا لاقترابهما من جديد بشكل مختلف ...

هكذا يكون الحب احيانا وهكذا يكون الابتعاد عمن كنا قريبين منهم عمرا سببا جميلا للالتقاء مرة اخرى دون الم ودون شعور بالغربة التي تكاد تنهي كل ما حلمنا به وانتظرناه من الاخر ....

الابتعاد لم نيه الحب لكنه زاده اشراقة واعاد تلك اللهفة الى القلوب لتمكنا من الاستمرار دون ان نكون امام خيارات اخرى غير البقاء ....

الحب يبقي جميلا نابضا بالحياة، ان قادنا الى ما نريده نحن ان نستسلم له دون ان نتازل عن احلامنا ووجودنا فقط لاجل الاخر انه رحلة لا تنتهي الا بشعورنا بانه لم يحقق لنا جزءا من وجودنا ورؤيتنا للعالم وللحياة التي نريدها ، انه محطة آمان لا يمكن ان تستمر ان لم نتلمس نحن هذا الشعور من اعماقنا به ولاجله.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :