facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




وهذه الحكومة أيضاً ..


نايف الليمون
13-09-2018 06:16 PM

تعودنا على رمينا بالاثافي من كل الحكومات وقال الأردنيون يوماً لربما تكون إحدى مصائبنا التي اداموا انزالها بنا ثالثة لما سلف حتى لو كان ما سلف منها مئات ٌ أو آلاف وذلك تماشيا ً مع مأثورٍ شعبي يقول " إذا شفت عميلك طمّاع خلّي حالك غشيم في الحساب " وذلك حفاظا ً على المودة ودرءا ً للتدابر والشقاق ، وقلنا عسى ان يكتمل ما أرادوه لِقِدْرِهم من اتزان ونتحمل ما اوسعونا به من صنوف الهوان ، وعسى أن نُكفى منهم أُعطياتهم ويُكفو منّا رفع الأكف بالدعاء عليهم والشكوى منهم . ولكن الاثافي ما عادت ثلاثة كما كانت تؤلف ولا أضعافا منها حتى لو غضضنا الطرف أو اغمضناه بالكلية عن العدِّ والإحصاء أو أظهرنا لهم منّا العجز والإعياء ، ولعل دوام السكوت اغرى بمزيدٍ من تجاوز على حدود الطاقة والوسع والقدرة على الاحتمال ويبدو أن أبواب بؤسنا يُسلم بعضها إلى بعض ، ويفضي ضيقها إلى أضيق ، وأصبح مطمعنا ليس الأكثر يُسراً وانما الأقل عسرا ً ، وصرنا نلوذ بما يؤملنا به من لم يثبت منه إلا الكذب والتدليس وذلك لسوء ما أوصلتنا إليه الظروف والاحوال والتي لم تعد تخفى على ذي بصيرة أو بعضٍ منها .

اليوم وفي ظل حكومةٍ أمّل البعض فيها خيراً وهي التي جاءت بعد حراكٍ شعبي و الذي أسقط حكومة َ جبايةٍ فاشلة يبدو أن القناعة تترسخ من جديد أن التغيير لم يكن يساوي تبديل الجوارب ، فالحكومة التي جاءت هي ذاتها التي خرجت من الشباك بغالبية المكون لها وزاد من الطين بلة بأن الداخلين الجدد أسوأ بكثير من الخارجين ، ولكن رئيس الحكومة المتسلح بسمعة ٍ شخصية جيدة وأداءٍ في وزارة التربية والتعليم لا بأس به في مجال نزع فتيل أزمات ٍ صنعها سلفه فقط لكن دون تقدم خطوة ٍ واحدة في تجويد التعليم العام ومخرجاته ، أضف إلى المبشرّات بالرئيس ولأول مرّة التهليل له أنه خريج الجامعة الأشهر عالمياً وهي جامعة هارڤرد ، وحاول البعض من فرط التفاؤل ربط الأداء المتوقع من الرئيس بالإرث العائلي المرتبط بتاريخ والد الرئيس النضالي وشقيقه مع معرفة الجميع بأن مدرسة الرئيس الفكرية والأيديولوجية لا تمت بصلة إلى فكر أبيه أو شقيقه ، هذا الرئيس نهج نهجا ربما كان يعتقد بأنه الطريق السليم للمرور عبر أكوام من الإحباط والحنق والبطالة والفقر وفقدان الثقة ، فأطال في مشاوراته لتشكيل الحكومة واستبشرنا فكانت الضربة الأولى لهذه الآمال المعقودة وخرج بأسوأ تشكيلة ٍ حكومية في تاريخ الأردن بحسب وجهة نظر غالبية الشعب الأردني ، وطلبت الحكومة اعطاءها فرصة وكان أن انتظرنا وأمّلنا وقلنا عسى وعلّ ، ولم يتخلّف ظن العارفين ، إذ ظهر عوار الوزراء الأغرار الذين وجدوا أنفسهم في مواقع أبعد ما يكونون من أهلها أو مستحقيها أو القادرين على القيام بمهامها ، فوجد الأردنيون أنفسهم يتفرجون على مسرحيةٍ هزيلة ٍ لفرط ما تجلب من الضحك المبكي .

ومما جعل الناس ينتظرون هو ما أقدم عليه الرئيس حينها بسحب مشروع القانون الذي فجّر الأزمة آنذاك وتسبب في إسقاط الحكومة وتشكيل الحكومة الحالية التي ينبغي أن تغير في النهج المرفوض وتعدل ما قد مال .

وخلال الفترة الماضية والتي كانت فترة الرهان والإختيار وفترة الفرصة لم نشهد شيئاً مختلفا ، اللهم إلا زياراتٍ للرئيس لم نلمس أثرها بعد ومنها زيارة كشك أبو علي وسط عمان وزيارة أضاحي الزرقاء ثم لفتة باقة الورد للعروس الكركية المحترمة وأهلها عروبة الحباشنة .

وفي هذه الأيام التي تعيدنا فيها الحكومة إلى ذلك المربع الذي افترق الناس فيه مع الحكومة السابقة وهو مربع قانون ضريبة الدخل والنكهة الجديدة التي أدخلها دولة الرئيس والذي يبدو أنه غير قادر إلا على تنكيه الاشياء لعدم قدرته على تغيير الكنه والجوهر أبدا ، فجاء بمشروع لا يختلف أبدا في محتواه الجبائي عن قانون الملقي للدخل المزعوم للعامة من الناس مع لمسات غير جوهرية تحمل نكهة الرزاز فقط ، وزيادة ً في إضفاء اللون الرزّازي هو هذه الوفود الوزارية التي بدأوا بإرسالها إلى المحافظات وبما يشبه الجاهات العشائرية لأخذ عطوة إذ أن الحكومة حددت من هو الفريق الوزاري الذي يناسب الكرك " وبلوق " عليهم وللسلط والمفرق والطفيلة واربد وهكذا والإختيار له اعتبارات عشائرية ومناطقية وليس باعتبارات تخصصية لإن ذلك غير مهم وليس له اعتبار إذ أن الحوار مع الناس لا علاقة له بأخذ وجهات نظر وانما الأخذ بخواطر الناس مما جعلني اقتنع أكثر وغيري أيضاً بأهمية معيار جامعة هارڤرد في تلقي المسؤولين لتعليمهم فيها لإحداث التنمية والتطوير والتغيير .

مضطرين للقول اليوم للحكومة ومن باب عدم تماديها في استغبائنا أن حواركم معنا هو للضحك على الذقون و نحاول اليوم أن لا تكون ذقوننا متاحة لكم للضحك عليها مرةً أخرى يا سادة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :