(جيلنا الحاضر جيل متعدد الثقافات ،مشتت الأهداف متنافر الأهواء والنزعات )
تمتاز الثقافة العصرية الحية بروحها النضالي وطابعها الارتيادي ،فهدفها تحقيق حياة أفضل للأنسان تتيح له تحرير نفسه من البؤس المادي ،والبؤس المعنوي كذلك ،وتفتح أمامه أبواب التطور والارتقاء.
وإننا حين ننظر حولنا يثير إنتباهنا جيل غير متماسك في ثقافته ولا متفق مع أفكاره وذوقه وفلسفته في الحياة ،جيل تصبغه إنتماءات فكرية متضاربة ضيقة .واذا إستثنينا عددا يمتازون بأصالة فكرية وشعورية تجعل منهم رواد صالحين للأجيال المتطلعة الى الثقافات المختلفة التي ننشدها ،فإننا نصادف مزيجا متنافرا من المثقفين في جهات متعددة .
والثقافة العربية عموما لم تكن منكمشة على نفسها ولم تتخذ في آي وقت من الاوقات طابعا عدوانيا او موقفا متزمتا ،لقد أخذت وأعطت ،تأثرت وأثرت وأضافت أشياء كثيرة الى التراث الأنساني .
فأننا ندعو الى بعث الثقافة بعث من جديد يعيد لها إشراقها وحيويتها بجهود الجميع فأننا لا ندعوا الى فكرة قومية متعصبة ضيقة ،ما نريده هو أن نساهم في الازدهار الثقافي البشري العام مساهمة الند بفكر مبدع وشعور أصيل ،لاننا لا نرضى أن نبقى في معترك الحياة الثقافية المتجددة مجرد ببغاوات تقليد .
وقد آن الأوان أن نتوحد كمجتمع ثقافي لوضع أسس متينة صالحة لوحدة ثقافية شاملة تكون بمثابة الدعامة الموطدة للصرح الشامخ الحصين الذي نريد أن نشيده ونورثه للأجيال القادمة.