المشكلة عند البعض ، التماهي على الوطن ، واللف والدوران ، ولعب الخمس وخمسين ورقة دون تحريك ساكن او احداث اي تغيير ، وما زلنا نراوح مكاننا ، ثمة نرجسية استعلائية مقيته لا تتوقف عند البعض وتعتقد أن لها الأفضلية ، الوطن يعاني والبعض لا ينظر إلا تحت قدميه وكأنه يخاف رفع رأسه وسطوع الشمس في عينيه ، ربما لا يحتمل السطوع لأنه يجبره على إغلاق عينيه الجاحدتين .
ببساطة متناهية ، الاردن وطن الجميع ، غنية وفقيره ، شماله وجنوبه ، شرقه وغربة ، وطن المستعلي والمتواضع ، الاردن يعني المواطنة الحقة ، والمواطنة ليست تقاسما ولا محاصصة ، لذلك فنحن نحتاج لصبغ مسيرتنا بسمات ومميزات تشكل ثقافة تلقي علينا متواليات متماسكة ، واعتزاز للقيم ، ضمن ثوابت راسخة وشامخة ، وبمعطيات وقناعات وآراء أو ولاءات اردنية صرفة مسلّم بها ، وغير مُختلف عليها ، ودون الغاء لاحد باي جهد كان من خلال صياغة وعي مختلف ، او ترسيخ سلوك مغاير ، او تشظيات في بنية تقافتنا او أصل هويتنا ، او قيم الانتماء والممارسات الفاعلة.
هذا البلد بحاجةٍ ماسّة لكل الجهود العاقلة ، ليست الجهود العابثة والتي لا تريد من الوطن إلا اسمها ، ومن المجتمع إلا رسمها ، ومن الأرصفة إلا راياتها ، ومن السماء إلا فقهها ويقينها ، هذا البلد يريد ما يريده بلد آمن مستقر على الدوام ، بعيداً عن التحرّش بصبره وكفاحه وضيمه وقهره الصامت ..
علينا أن تعي تماماً إن التفكير الجدي في الاصلاح الذي يمكن ان يقودنا الى تجاوز المرحلة ، لايمكن أن يأتي ممن امتلأت قلوبهم ونفوسهم من ابتزاز الوطن والحسد للنجاحات التي حققها غيرهم في ظل فشلهم وعجزهم عن تقديم المفيد والنافع للمضي قدما في العملية الاصلاحية وانقاذ الوطن ، وقد أثبتت الايام فشل المغرمين بالبهرجة الفارغة ، ولذلك يكفي ضحكاً على البسطاء من الشعب واتركوا الاصلاح لذوي الفكر الاصلاحي الذين يفكرون في مستقبل الاردن بعيداً عن النهب والسلب والهوس ، والكف عن المزايدات التي لاتُسمن ولاتُغني من جوع ..
الاردن لا يحتمل ايه تناقضات مربكة ، نرفضها رفضاً قاطعا ً، ونقاتلها قتالاً حقيقياً ، ونبغض ما يتعارض ومصلحته ، اليوم .. الاردن بحاجه لكل ابنائة لتبدّل الحال ، الاردن اليوم بحاجة لاردنيين تربويين فاعلين ، الاردن اليوم بحاجه الى سياسيين ناصحين ، اردنيين وطنيين داعمين لمسيرة الخير المرجوة دون مزمل ولا مدثر .
مع تحياتي