امتطى المصارحة وتسلح بالحوار وصافح الشارع وزار المؤسسات وغنى للوطن و"دق كأس" الطبقتين الدنيا والوسطى ليجتاز الرزاز ببراغميته "اختبار مرحلة النوايا" من الاستحقاقات ويكسب التأييد الشعبي ولو لحين, و ليدخل في نفق الأهم من المراحل ... مرحلة الافعال والانجازات ... مرحلة البقاء أو الطلاق ... مرحلة تحدي الأرقام وتحدي الذات على حد سواء!
في مواجهة التحديات ... أين المشكلة؟ّ!
في زيارتة الأخيرة للجامعة الأردنية, بينما كان حديث الرزاز في الأقتصاد والتنمية والأرقام بشكل عام, كانت أسئلة الحضور في السياسة والعدالة الاجتماعية والترهل الاداري بوجه خاص. ولسد فجوة الثقة مع الشارع, يحاول الرزاز كسب ثقة الجمهور بالأرقام والسياسات على المدى المتوسط والبعيد, في الوقت الذي يبحث فيه الشارع بشكل عام عن نتائج سريعة وحلول على المدى القريب وبحيث يكون الاقتصاد والارقام جزءا من الحل وليس الحل بذاته.
ويعي الرزاز أن التحدي الحقيقي في المنظور القريب يكمن في أربعة عناصر أهما: تحدي الذات برفع سقف التوقعات سابقا, تحدي قوى الشد العكسي, وعدم نضوج بعض أفراد فريقة الوزاري في مجاراة رؤيته والتحديات, واقناع الشارع بجديته بأنه رجل المرحلة والحفاظ على التأييد الشعبي.
في مواجهة التحديات ... الحل في الخطاب والاقتصاد السياسي بالتوازي؟ّ!
أولا: من أهم عناصر الحلول تكمن في الخطاب قبل السياسات, فعند الحديث عن أي الية أو سياسة ينوي اتباعها, خاصة في القضايا الهامة والمعقدة, يفضل بل ومن الضروري أن يتحدث بالتحديات بالتوازي مع رؤاه وسياساته. من جهة, يكون منطقة أكثر واقعيه في الاقناع ومن جهة اخرى يسهل على نفسه وعلى الشارع بتقبل نتائج السياسات في حال لم تتبلور بالشكل المطلوب.
مما لا شك فيه, بأن الأثر في خطاب الملك خاصة عند لقاءه طلبة الجامعة الأردنية قبل أشهر كان كبيرا ومؤثرا والأهم من ذلك مقنعا, احد الاسباب الرئيسة لهذا النجاح كون سيد البلاد اثر الواقعية بأن وازى بين الطموحات والتحديات, ومن هنا خرج جمل تدوالها الجميع مثل ... ساعدوني اساعدكم ... واضغطوا من الاسفل حتى اعينكم!!
ثانيا: والحل أيضا في الاقتصاد السياسي!
باختصار, قد يبدو للجميع بأن صيحات الشارع الاخيرة هي اقتصادية وبفعل الاسعار, ولكن 'الطبيب المختص' يقول انها آلام سياسية بحته نتيجة تراكمات من عدم الثقة واخفاقات سياسية سابقة, ظهرت عوارضها على السطح الجلدي الاردني على شكل 'فقاعات' اقتصادية. ومن هنا نقول, على الرزاز ان يتبع سياسة كي الاقتصاد بالسياسة, فلا يفلّ نار الاقتصاد الاّ ماء السياسة, حتى يخرج 'منتصرا' للمشهد السياسي الاّني. امامه عدة اوراق سياسية تحمل اماني وتطلعات الشارع الاردني, يعرفها جيّدا كما نعرفها رأي العين, بعضها قد لا يستطيع تمريرها, لكن والاهم عليه بالتاكيد ان يلعب بالاوراق السياسية الاخرى وفي القريب المنظور مهما كانت التحديات وبلغت 'التهديدات'. فكر جيدا, وتمعن في الاوراق السياسية تستطيع ان تمررها و'تنتصر' بها؟ امض وارم ولو بورقة سياسية واحدة, , وبما تمليه أقلام و تطلعات الشارع, اذا ما اردت فعلا أن تجتاز المرحلة وبثقة!
الخاتمة: سيبقى التفاؤل حليفنا وملجئنا.
سيخرج الأردن منتصرا بعون الله بسلاحة العزيمة والصبر مهما عظمت التحديات والمتغيرات. حمى الله اردننا الغالي وسيد البلاد حفظة الله وكل من يقوم على امنه وتقدمه وازدهاره ... والله من وراء القصد!
Dr_waleedd@yahoo.com