صناعة "الهبل القومي" .. مستقبل واعد
احمد ابوخليل
07-06-2009 05:42 AM
لا بأس من التذكير بالحماس الذي أبداه عرب كثيرون على مستوى النخب الرسمية والأهلية تجاه مشروع الرئيس الأمريكي السابق بوش للاصلاح في منطقة الشرق الأوسط الكبير, فقد عقدت عشرات الندوات والمؤتمرات في كل الدول العربية ومنها الأردن, وقد اختار المتحمسون حينها عناوين متنوعة للاهتمام بذلك المشروع, فمنهم من رحب به كما هو ومنهم من دعا الى تطويره أو تعديله أو الاستفادة من ايجابياته, وبعضهم دعا الى اتقاء شروره إن لم تكن فيه فوائد.
في ذلك الوقت لم يترك السلوك الأمريكي لهؤلاء المتحمسين فرصة الدفاع عن المشروع, فقد كانت اللغة الأمريكية والسلوك الأمريكي فاضحين في عدوانيتهما, وبالنتيجة ظل ذلك الحماس نخبويا معزولاً وقوبل بمعاداة وتشكيك الناس.
اليوم فإن اللغة الجديدة التي أفصح عنها الرئيس الجديد ستحيي حماس أنصار أمريكا "المبدئيين" في بلادنا وقد تضيف اليهم متحمسين جدداً.
من الملاحظ في مجمل مسيرة العلاقة الأمريكية العربية المعاصرة أن النبرة الأمريكية الودية أو غير الفاضحة في عدائها للعرب ترافقت مع نمو واتساع قطاع "الهبل" ليس فقط على المستوى الرسمي بل والشعبي أيضاً. يمكن هنا الاشارة الى عهود كارتر وكلنتون وصولاً الى ايزنهاور الذي أسس في عهده الانتقال في الولاء من الاستعمار التقليدي (بريطانيا وفرنسا) الى الاستعمار الجديد.
يوم الخميس الماضي الذي ألقى فيه اوباما خطبته التي ستصبح شهيرة, هو يوم يؤسس لمرحلة جديدة من نمو قطاع "الهبل" القومي, ومن المرجح أنه سيشكل قصة نجاح يشترك فيها القطاعين العام والخاص.0
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net