كم توقفت عند هذه العبارة في دهشة متسائلا ً ...
هل أتجاوز عنه مسرعاً ؟؟
هل سأعرض نفسي وسيارتي للخطر ؟
قد يكون مشهد درامي عشته للحظات ، أتخيل فيه لكمة قاضية لوجهي ، ثم تسارع المشهد لأتخيل نفسى في معركة أتبادل فيها اللكمات مع الملاكم السائق ، كل هذه الومضات وأكثر كانت تمر مسرعة، نعم هذا ما حدث معي اثناء قيادتي لسيارتي عائداً من العمل ، لقد بدأت منذ ذاك الحين في اعادة التفكير بالعبارة العنيفة فمثلا يمكن الردع بعبارة :
احذر السائق معه قنوه...
احذر السائق بطل كاراتيه ....
احذر السائق يحمل مسدس ....
ويالغرابة مخرجات التفكير اللإرادي فَقَط من عاش لحظات العنف المرئي والمقروء يمكنه توقع مخرجات التفكير والتي كانت ؛عبارات اكثر حدة ٍ وواقعية لما يعيشه مجتمعنا من خلل مرتبط بواقع متوتر مصحوب برجفات وارتجاج في المخ ، صادرة عن ضغط غير معرووف المصدر ، ينتج عنه حالة من فوضي الحواس والمشاعر إتجاه الآخرين ، كما يؤدي بالفرد والمجتمع لحالة من العشوائية التنظيمية ، تنتهي بهدوء وندم شديدين .
كل هذا وأكثر نعيشه يوميا ، بَعضُنَا يمارس العنف اللفظي ، والآخر يمارس عنفاً جسديا ، عنف نفسي ، عنف مرئي ، عنف عاطفي ، عنف سياسي ، عنف ....عنف .... عنف ضد كل شئ ..
إلى اَي طريق تقودنا مركزية التحكم العنيفة !؟؟
نحن ضمن دائرة الخطر وإعلان حالة الطوارئ ، قدرتنا على الرّد أصبحت اعنف مما وقع علينا ، تجاوزت ردود الأفعال التوقعات فهناك المخدرات بالمرصاد والجريمة نتيجة والسرقة وسيلة والخيانة بطولة ، من يقودنا إلى طريق التهلكة اليوم سيهلك لا محالة غدا ً لان البلاء من داخلنا نحن الجاني والمجني عليه ، نعم انت الحاكم والجلاد ، إنهارت منظومة القيم لأننا تخلينا عنها، فغادرنا التسامح ومرضت المحبة وضاقت عَلِينا الارض بما رحبت ، هكذا هي حال الواقع .
أعلم انني قد بالغت قليلا لكن الخير سيتلاشى اذا لم نغذيه ونرفع عنه الظلم ، الخير في داخلنا سجين ، يا ليت عبارة لطيفة كانت على تلك السيارة ، مثلا " ابتسم انت في الاردن " او سامحني ان أخطأت ، او تكرم عينك .... الخ
كل ما أودّ قوله اننا نستحق أفضل مما نحن عليه لذا وجب النداء والتذكير ، احبوا بعضكم بعضا وأدام الله عَلِينا النعمة والسعادة وحمى الاردن شعبا وقيادة وارضاً ،وعاش الشباب .