لماذا لم يطرح اوباما خطة سلام جديدة ؟
سامي الزبيدي
07-06-2009 05:34 AM
الموفد الأمريكي الخاص للشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل سيصل إلى دمشق قريبا حيث سيطرح خلال زيارته تصوراً لخارطة طريق تخص المسار التفاوضي السوري -الإسرائيلي- كما ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اتصلت بنظيرها السوري وستزور دمشق في الاسابيع المقبلة، وفي خلفية المشهد ان صحيفة واشنطن بوست ذكرت بأن سورية وافقت على استقبال وفد عسكري أمريكي في الأسابيع المقبلة،.
ان كل هذا الحراك السياسي باتجاه دمشق يعني ان المنطقة مقبلة على زلزال سياسي سلمي يتجاوز في تأثيره مؤتمر مدريد في العام 1991 وان الجوائز ستكون غير تقليدية حتى ان البعض لا يستبعد ان تكون بعض الدول جوائز لدول اخرى من ناحية النفوذ طبعا.
حين تتصل وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ، بالقادة السوريين ثم تتبعها جولة للموفد الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ميتشل فان الطريق بين واشنطن ودمشق اصبح سالكا وان السنين العجاف بين البلدين ولت وان نظريات تعديل سلوك الانظمة السياسية بما يتوافق مع واشتطن قد انتهت الى غير رجعة.
سورية حريصة على الجولان حرصها على أي شبر من الارض السورية لكن حرصها على لبنان يوازي حرصها على دمشق ذاتها وهو ما يفسر الاندفاعة الاميركية نحو دمشق مع قرب تغير الخارطة السياسية في بيروت.
لقد دخل النفوذ السوري الى بيروت بتأشيرة امريكية عام 1976 وخرج عام 2004 بذات الطريقة وسورية الان دولة اساسية في نظر الفريق الجديد في واشنطن فهي من جهة تمسك باوراق امنية حيوية في الملف العراقي وهناك وفد عسكري اميركي سيصل سورية لبحث الموضوع العراقي من الزاوية الامنية كما ان حلفاء دمشق الاقليميين ( ايران وتركية) هم الاقوى الان وبمقدورهما وضع جدول اعمال الاقليم برمته.
سورية غير معنية بخارطة الطريق الدولية التي أطلقتها الرباعية نهاية 2003 كونها تتحدث فقط عن المسار الفلسطيني، لذلك فان دمشق تنتظر إعادة إحياء المسار التفاوضي مع الاسرائيليين ضمن خطة متكاملة تستند إلى قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية ومبدأ الأرض مقابل السلام.
يرى مراقبون ان تأخر اطلاق مبادرة سلام اميركية متكاملة خلال زيارة الرئيس الاميركي الاخيرة الى المنطقة سببه التريث من اجل توسيع خطة خارطة الطريق لتشمل المسار السوري اذ ان التجاوب أمريكي مع المطالب السورية، يتقاطع مع الموقفين الأوروبي والروسي الداعيين لتطوير خطة خارطة الطريق الدولية بحيث تشمل المسارين السوري واللبناني - الإسرائيلي-، ليسيرا جنباً إلى جنب مع المسار الفلسطيني -الإسرائيلي- وهو ما يفسر غياب ( او تأجيل ) الاعلان عن خطة محددة في خطاب الرئيس اوباما في القاهرة.
Sami.z@alrai.com