رقم مأساوي يعبر عن حياة المواطن الاردني "٣٦٥" ، هو ليس عدد ايام السنة وليس لغز محير يحتاج الى تفكير طويل، وطبعا لا يمت الى قرارات مجلس الامن الكثيرة التي تختص بالمنطقة ولَم يتم تطبيق أي منها, وهو ليس الحلقة "365" من مسلسل "عودة أرطغرل" حيث يبحث عن أحياء أمجاد دولته بعدم الخروج للعصيان حتى لا تضعف الدولة كون المغول والتتار ينتظرون اي ضعف منها للإنقضاض عليها, وطالب أرطغرل من الثائرين عدم الخروج على الدولة والاتجاه صوب الحوار , فيما تذهب أسلهان لتقتل نفسها على مذبح سعد الدين الذي أبعد جميع الخبراء وعين حولة مجموعة من أصدقائه.
"٣٦٥" كما أعلنت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام الناطق باسم الحكومة هو خط الفقر الجديد الذي رسمته الحكومة بدقة ليتناسب مع عدد أيام الفقر للشعب، وحتى يذكرنا بان هناك الكثيرون من شعبنا يعيشون تحت هذا الخط دون ان يهتز للحكومة جفن يجعلها تبحث عن طريقة لتبتعد عن هذا الرقم المأساوي.
"٣٦٥" يوم ودينار تجعلنا نتذكر يوميا ان الفساد لا زال يتمدد وان حكومتنا لم تلقي القبض على اعوان الهاربين الكثر ولم تقادمهم للعدالة، فلم نسمع عن القاء القبض على اي من كبار القوم من لصوص الوطن، وهذا يعني أننا سنعيش مستقبل مرعب خوفاً من قادم الايام كون ماضيها مؤلم، فالشعب يتوجع والحكومة تتسكع والفاسدون يتمتعون بخيرات الوطن في البلاد التي صنعتهم وعملت منهم رجال اعمال حتى يسرقوا وطنهم.
"٣٦٥" يوما يحصيها الباحث عن الرزق يوما يوما، و "٣٦٥" ديناراً يبحث عنها المهندسون والأطباء من الخريجين الجدد ولا يجدونها ، فلصوص الوطن لم يتركوا لهذه الأموال أثراً، لتهرب ال "٣٦٥" دينار وتختفي عن جيوب الفقراء وتبتعد عن الاقتراب من الباحثين لبناء مستقبلهم، فالملبغ ضخم لغالبية الشعب والايام صعبة لتجاوز مرارة الحياة وصعوبتها بدقائقها وساعاتها.
الحكومة أجادت اختيار الرقم, وكأنها تقول للشعب نحن نعد عليكم الايام التي تمضي سريعا , مثل ال "٣٦٥" دينار للأسرة التي لم تعلن الحكومة عن عدد أفرادها , ليتوزع المال ما بين إيجار المنزل ومدارس الاولاد وفواتير الكهرباء التي تتصاعد وارتفاع الأسعار السريع ، ليتبقى مع المواطن عدد محدود جداً من الدنانير يعادل ايام السعادة القليلة في حياة شعبنا.
انه رقم صعب وقاتل يُبين لنا كم هو سعر المواطن في الوطن، وكم قيمته عند حكومته التي جعلت اعوامنا سوداء قاتمة وجيوبنا فارغة وحياتنا ساعات فرح وأيام متتالية من الشقاء وعلينا ان نظل نكرر ونحسب حتى نحفظ الرقم عن ظهر قلب انه "٣٦٥" دينار ويوم.