( ظبيات وادي السير هل نفرت
من سربكن الظبية السمرا ؟ ....)
سبعينات القرن العشرين ، جنوب غرب وادي السير ، غزالة و ابنتها تحاذران صعودا
من عراق الامير الى صلخد بعد ان وردتا الماء في مخاطرة يومية ، الغزالة الام تعتقد انها و ظبيتها الصغيرة هنّ اخر جنسهما في امتداد الشفا بين جلعاد و ناعور حيث كانت شاهدة على اخر مجزرة نفذها الانسان بحق الغزلان و كانت هي الناجية الوحيدة ، قبل تلك المجزرة كان قطيع الغزلان يخسر واحداً او اثنين على الأكثر على يد الصيادين ببنادقهم التقليدية ، أما في ذلك اليوم المشؤوم حين تفاجىء الغزلان بذلك السلاح الوحش و الذي يطلق عدة طلقات متتابعة و لا يمنح الغزال فرصة ثانية للنجاة ، يومها كانت هي المحظوظة الوحيدة اللتي استطاعت صعود المنحدر و الهروب في ذلك الطور الشاهق .
سألتها الظبية الصغيرة ببراءة ( امي ، لماذا يقتلنا الانسان و هو الذي اذا أراد ان يمدح محبوبته فإنه يشبهها بِنَا )
حارت الغزالة الام بالجواب ثم قالت بتردد ( ربما لأنهم يعتبرونهن صيداً مثلنا ) أحسّت بالإعجاب بنفسها من هذه الإجابة فتابعت بثقة كبيرة ( أو انهم يرونهنّ لحماً فقط كما يروننا )
تفاجأت الظبية من هذا الكلام و زاد حنقها على البشر ثمّ استفسرت بسذاجة ( و هل يأكلون لحم النساء )
( بل يفعلون ما هو أسوأ ) قالت الام باحتقار ظاهر .
أحست الغزالتان بالراحة عندما وصلتا لأعلى المنحدر فبعد هذا المكان لا يصل الصيادون عادةً ، لم تدم تلك الراحة لحظات حيث كان بانتظارهما أربعة صيادين ببنادقهم الآلية موزعين في كل الاتجاهات ، قُتلت الظبية الصغيرة بأول صليةٍ و أُصيبت الام ، ركضت بغريزتها باتجاه المنحدر لكنها لم تصل اليه ، خارت قواها و جلست و عينها على صغيرتها ، ثم ماتت اخر غزلان البلقاء و لم يبق في هذه الجبال و الوديان غير الضباع و الثعالب .