مسيرة التعليم في الأردن الى العلياء أم الى الجحيم سبعين خريفا؟
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
10-09-2018 04:30 PM
(ألا ليت الزمان يعود يوما) عبارة نسمعها مرارا وتكرارا ولكننا نقول بل نريد أن نرى الرقي والحضارات ونعيش التقدم ونرى المسرات، حتى نصبح من الدول المتقدمة ونكون من رواد الفضاء وأصحاب العلم والعلماء وأصحاب صهيل الخيل في الليلة الظلماء، بالسباق الذي نريد ان نخوض غماره مع غيرنا.
نريد ان نصل أعلى قمة علمية ومجرة فضائية ونيل أعلى جائزة مهنية، كلها أوهام وأحلام أصبحت عندما كسرت الجرة التي كانت تحتوي على مبادئنا التربوية ومنهجيتنا العلمية كُسرت فوق المباني التربوية والأدهى والأمر أن من كسرها هم أهل العلم أنفسهم وطلبته والمسؤولين عنه.
عندما وضعوا العلم في مكانة لا يحسد عليها، عندما أصبح العلم أداة يتلاعب بها البعض لا جبل يمتثل لمبادئه، عندما تنافس العلماء على مناصب قيادية وادارية وجعلت المزايا المهنية اهم من التربية والتعليم، ضاع طلابنا في خضم مظلم حتى أصبح المعلم والدكتور دون هيبة علمية، وأصبحنا ننظر الى الشهادة بازدراء لعدم معرفة قيمتها الحقيقية، ونسأل الأغلب لما تهرب خارج وطنك وتتلمس الاحترام لنفسك وعلمك في بلدان تعتبر فيها الصروح العلمية في قمة هرم الدولة، أليس من العار أن يفقد طلابنا الولاء والانتماء لمدارسهم وجامعاتهم، ويصبح تكسير المقعد الذي يتلقى من خلاله مبادئه ككسر عصى يلعب بها في الشارع، وتقطيع الكتاب كتقطيع ورقة خربش عليها بقلمه.
فعلا (الا ليت الزمان يعود يوما) لأخبره أنك كنت يا زمان تحمل في طياتك تقديس العلم والعلماء، كنت يا زمان تجعلنا نتصبب عرقا عندما نجلس بمجلس فيه أحد معلمينا، ونخاف ان يلتقينا بالشارع خوفا وإجلالا وإكبارا، كنت يا زمان تعلمنا (قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم ان يكون رسولا).
ويبقى سؤالي لأصحاب القرار مسيرة التعليم في الأردن الى العليا أم الى الجحيم سبعين خريفا؟