* كلما اشتدت أزمة الصراع العربي- الصهيوني والذي أصبح يعرف (بالفلسطيني- الإسرائيلي)، لدى الدوائر (الصهيو –أمريكي)، تطرح على الساحة فكرة أو تغريده ترامبية لتخفيف حدة تلك الأزمة ، وتحويل الاهتمام عن الحل الدولي... فالفكرة التي نقلت إلى الرئيس الفلسطيني لصنع كونفدرالية فلسطينية- أردنية جاءت نشازاً أو خارج النص: فالأزمة فلسطينية- إسرائيلية زادت تعقيداً. ولعل أخطر ما في اقتراح ترامب للكونفدرالية الفلسطينية-الأردنية، وهو مقترح إسرائيلي حسب (هاراتس)، هو صنع اتفاق كونفدالي بين القيادتين الأردنية والفلسطينية دونما انتظار لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة حسب (حل الدولتيْن) .... فتكون هذه الكونفدرالية بين كيان افتراضي في عالم (الهيولي)- لا صورة ولا صفة- وبين دولة مستقلة ذات سيادة ومؤسسات راسخة ووجود جيوسياسي، فالمعادلة تكون مختلة نابعة من عقل مختل أو شرّير.
* أن هذه الصورة المشوّهة للكونفدرالية تمثل تذكرة انسحاب لإسرائيل من عملية التفاوض التي أقرتها الشرعية الدولية، وأوكلتها إلى اللجنة الرباعية (الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي)، واستفردتْ بها الولايات المتحدة، راعية لعملية التفاوض، وهذا الانسحاب يعني إنها (حل الدولتيْن) برعاية أمريكية.
* كما أن هذه الصورة من الكونفدرالية المشوهة تتنافى مع مقومات الكونفدرالية، فمن وجهة نظر سياسية اجتماعية فالكونفدرالية تعبر عن ميثاق واتفاق بين دولتيْن أو أكثر، على أن تكون كل دولة مستقلة وكاملة السيادة، وتتمتع بسيادة القانون، وبوجود مؤسسات راسخة، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية، وتتم بموجب استفتاء شعبي بأغلبية عالية بشفافية ومصداقية ونزاهة، كما أنها نابعة من عمق الوجدان الشعبي، وليست مفروضة من سلطة أو قوة داخلية أو خارجية.
وأن أي كونفدرالية لا تتوافر تلك المقومات في مكوناتها قد لا تكون قابلة للحياة، وهذا ما يرمي إليه الثنائي (ترامب-نتنياهو)، وأخلاء طرف إسرائيل المحتلةـ والعودة إلى أسلوب (الفوضى الخلاّفة) في المنطقة.
• أن مواجهة هذه الأزمة في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي تتطلب تحصين الجبهة الفلسطينية بدعم عربي وإسلامي ودولي، ليكون (حل الدولتيْن) هو الحد الأدنى لتحقيق طموحات الشعب العربي الفلسطيني بعد مضي أكثر من قرن من الكفاح والنضال.
أما البديل لما يسمى بالكونفدرالية الأردنية- الفلسطينية، فهو دعم الدولة الفلسطينية بعد قيامها باتفاقات تكامل وتعاون على مختلف الصعد الاقتصادية والتنموية والثقافية وغيرها، منبثقة عن حاجات البلدين وطموحات الشعبيْن.