غسيل المخ وإعادة تدوير البشر!
سليمان الطعاني
10-09-2018 11:45 AM
"غسيل المخ هو نظام يعمل تشويش الدماغ وتعكير صفوه، فيصبح من السهل تضليل الإنسان ليقبل بأشياء لم يكن يرضى بها من قبل، تتعارض مع مبادئه نتيجة التشويش الذي أصاب ذهنه، فيفقد الاتصال بالحقيقة، وتختلط الحقائق والأوهام في نظره، وتبدو له الأولى مكان الأخيرة والعكس صحيح.".
يقول رجل الاستخبارات الروسي يوري بيزمينوف ان نزع الروح المعنوية لدولة ما أو عملية غسيل دماغ شعب من الشعوب يمر في مراحل، اهمها المرحلة الاولى وهي مرحلة اعادة تشكيل المُثل والمفاهيم لهذا الشعب أو الدولة، والتي قد تمتد الى فترة 20 سنة وهي المدة المطلوبة لتعليم وتخريج جيل واحد من الناس المحملين بايدولوجيا الجهة المعادية أو المتآمرة، subverter والهدف الاساسي في هذه المرحلة فهو تغيير الحضارة والنسيج السيكولوجي للامة والافراد معاً وتغيير عقائدهم المتينة وتحويل نظرتهم الى مُثل ومفاهيم الاعداء وقبولها والرضا بها عوضاً عن مُثلهم وهكذا يتم ربح الحرب ضد الدولة المستهدفة دون إطلاق رصاصة واحدة ويتحول العدو الى صديق حميم.
اهم المحطات في هذه المرحلة هي تغيير الايدولوجية والعقيدة بطريقة منهجية عبر وسائل الاعلام وتكوين الرأي وكذلك وسائل التعليم، ثم اختراق الاجهزة الحكومية والمجتمع المدني بواسطة منظمات كالماسونية وغيرها. كذلك توجيه الاقتصاد تدريجياً ليفقد استقلاليته وسيادة قراره وإغراق البلد المستهدف بالثقافات الهجينة والغريبة عن المجتمع وكذلك اغراقها بالديون وغلاء الاسعار.
بعد استكمال هذه المرحلة تصبح تلك الدولة جاهزةً للفساد والفوضى يتبعها نظام سلطوي يُثًبّتْ مفاهيم الدولة المتآمرة ويعمل بأمرتها. ليباشر بتغيير الأفكار والمناهج التي تعد من الثوابت، ذلك لأن الأفكار تؤدي إلى التغيرات الضخمة في مسار التاريخ، فتعمد الجهة المتآمرة الى التركيز على الدعائم الفكرية التي ترتكز عليها الدولة المستهدفة كالدين والتعليم والإعلام والثقافة. كما تعمد الى تفكيك الدعامة الدينية التي توفر الثوابت الأخلاقية وتسييس الدين، والعمل على ربط الأساسيات الدينية بالاتجاهات والصراعات السياسية لتدنيس هذه الأساسيات وإفقاد ثقة العامة بها، وزرع كوادر دينية جديدة أو استمالة الكوادر القديمة كي يخوضوا بقوة في المجال السياسي. وجعل الدين مصدرًا للتسلية بأن يصبح رجل الدين كالمؤدي على المسرح وأن يصبح ظهوره أساسيًا في وسائل الإعلام كأن يقوم بدور الممثلين والمطربين للدعاية لبعض الأفكار الدينية، وبهذا تخرج هذه الأفكار من دائرة التبجيل إلى دائرة الهزل.
ومن الأساليب الأخرى لغسيل دماغ شعب بأكمله ضرورة نشر الجهل في الدولة المستهدفة مع إعلاء أفكار الجهة المتآمرة وتمجيدها بحيث تخرج أجيال من الشباب ناقمين على دولتهم، عاشقين للأفكار الهجينة وأنماط السلوك المستوردة سواء في طرق معيشتهم أو لباسهم وكلامهم وحتى طريقة قص شعرهم، وعشقهم للحياة الرياضية بحيث تصبح من اهم اولوياتهم تدفعهم لمتابعتها على الشاشات الى ساعات الفجر مع تناول الأطعمة غير الصحية والمسرطنة مما يفسد صحة المواطن في الدولة المستهدفة وتصيبه بالبلادة الجسدية والعقلية والكسل ضمن اسرة مفككة الأب فيها مشغول ويبحث عن لقمة العيش ليل نهار، والأم غير مسؤولة، مما يقلل من ولاء الابن أو الابنة لهذه الأسرة ومما يمهد لتقليل ولائهم بالتالي تجاه وطنهم ،
صدّق أو لا تصدّق عزيزي القارئ أنه في كل يوم يحدث لنا نوع من أنواع اختراق وغسل الدماغ، فقط اجلس قليلاً واسترخي ثم فكّر في كل شيء يدور من حولك وكيف تقوم وسائل الإعلام بإيصاله إلينا ستجد. أنك واقع تحت تأثير خارجي ممنهج هدفه التغريب والحرب النفسية وتغيير الثقافات والمفاهيم والتلاعب في الأفكار والآراء والمعتقدات التي لديك لتتوافق مع آراء وأفكار ومعتقدات الجهة التي تسعى إلى ذلك، الجهة المعادية أو المتآمرة، subverter ، ليحدث بعدها التغيير المطلوب.