هل لدى اوباما الآلية اللازمة لتحقيق السلام؟!!
سلامه العكور
05-06-2009 07:44 PM
ونحن نثني على موقف ادارة الرئيس باراك اوباما من عمليات الاستيطان التوسعية الاسرائيلية تساورنا شكوك مشروعة نشأت من تجاربنا مع الادارات الامريكية السابقة التي رأت في بناء المستوطنات عملا غير مشروع ويشل عملية السلام....
ادارة باراك اوباما اكدت غير مرة رفضها لبناء المستوطنات في القدس وجوارها وفي الضفة الغربية، واعتبرته عملا معطلا لعملية السلام...
وقد اعرب الرئيس اوباما بنفسه امام بنيامين نتنياهو في واشنطن عن مطالبته بوقف العمليات الاستيطانية او تسمينها...
لكن رد نتنياهو واعضاء حكومته جاء مخيبا لامال الادارة الامريكية وفيه رفض وتحد ومراوغة وتحايل في الالفاظ وفي المفردات...
اما الموقف الامريكي من حل الدولتين الذي اكده الرئيس اوباما ووزيرة خارجيته ومستشاره ومبعوثه الى المنطقة، فقد التف عليه نتنياهو بالمراوغة وبطرح البدائل بل وبالرفض العلني الاستفزازي...
وقد ذهبت حكومة نتنياهو والكنيست الى ابعد من ذلك في تحديها للادارة الامريكية وللجانب الفلسطيني والعربي من خلال طرح المشاريع الاستفزازية لحل المشكلة الفلسطينية...
بعض اوساط الحكومة الاسرائيلية والكنيست لجأ بصلف ووقاحة الى طرح مشروع ''الوطن البديل'' في الاردن، والبعض الاخر الى مشروع ''الترانسفير'' وتهجير الفلسطينيين الى الاردن بعد انتزاع اعتراف فلسطيني مزور وملفق وغير مسؤول ''بيهودية'' الدولة العبرية كما تسعى الحكومة الاسرائيلية الى ذلك بقوانين عنصرية ? فاشية...
ورغم ذلك لا نلاحظ حراكا امريكيا جديا لوقف هذا التطرف اليميني العنصري، ولا نلاحظ تصريحا واحدا من اوساط ادارة الرئيس اوباما يندد بهكذا سياسة اسرائيلية عنصرية رافضة للسلام ولاستحقاقاته، وفيها ما ينذر بنشوب حروب جديدة لا تبقي ولا تذر في المنطقة...
الرئيس اوباما يؤكد في رسالته الى العالم العربي والاسلامي من القاهرة على حل الدولتين وعلى ضرورة وقف الاستيطان، ويحذر اسرائيل من عواقب الفشل في تحقيق السلام...
وهذا كله حسن وجدير بالترحيب من قبل الجانب الفلسطيني والعربي، ولكن...
نعم ولكن هل ستقترن هذه الاقوال بالافعال؟!!..
هل سيعمل اوباما على ترجمة هذه الاقوال عمليا على صعيد الواقع الملموس؟!!.... وهل يستطيع ممارسة الضغوط الكافية على اسرائيل كي تقبل بالسلام العادل وباستحقاقاته؟!!...
واذا كانت لدى الرئيس اوباما خطة فعلية قد تكون مقبولة من الجانب الفلسطيني والعربي الرسمي لانهاء النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، وقد يكون مصدرها مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام، فهل لديه الآلية اللازمة لتنفيذ هذه الخطة وبسقف زمني معقول ومقبول؟!!..
لقد قال الرئيس اوباما ما يعجب ويرضي اوساطا فلسطينية وعربية وقال ما لا يعجب او يرضي اوساطا اخرى..
والمهم هنا ان ينجح الفلسطينيون والدول العربية في بلورة خطاب سياسي يتضمن موقفا موحدا وضاغطا لاقناع ادارة اوباما بضرورة الاخذ به وتبنيه قولا وفعلا....
وهنا نتساءل : هل تستطيع ادارة اوباما اجبار حكومة اسرائيل على الكف عن قرع طبول الحرب والاعداد لها والقبول باستحقاقات السلام العادل؟!!... واذا لم تستطع فما هو الخيار الفلسطيني والعربي البديل؟!!..