أحيانا أشعر أن الوقار يحتاج لتقشف، فلدينا عجز في الميزانية ولدينا انهيار في القيمة الشرائية للدينار، ولدينا أيضا نقص في فرص العمل، لدينا..رواتب هزيلة لم تعد تفي بمتطلبات الحياة ولدينا اقتصاد مترنح ..بين المساعدات والإعتماد على الذات.
بالمقابل، حين تذهب لجاهة ..تكتشف أن فائض الوقار الموجود يكفي الأمة العربية كاملة، فالذي يطلب العروس يتحدث عن مناقب العشيرة ..وأهل العريس، وتشعر في لحظة أنه فرد سيرة صلاح الدين الأيوبي حين يتحدث عن والد العريس... والذي يمنح العروس أيضا يعطيك درسا في مكارم تغريب النكاح، ويعرج أيضا على بطولات.. أهل العروس، وتحس أنك عدت إلى عهد ال زنكي في شمال العراق، وزمن السيف والدم.. وفي النهاية كل هذا التاريخ الذي فرد، وكل هذه البطولات ..تكتشف أن العريس لم يعرها اهتماما، كونه تعرف على صاحبة الصون والعفاف عبر الفيس بوك، وربما سينشأ خلاف بينهما بعد فترة ..على خلفية وضعه لايكا لصديقة العروس دون معرفة صاحبة الصون والعفاف ...
أنا لا أعرف مادخل القضية الفلسطينية، بطلب الزواج ...ما دخل شهداء الأمة ؟ ما دخل أنني حضرت جاهة تحدث فيها الذي طلب العروس عن ثورة 1936.. والدروس والعبر المستفادة منها ..ما دخل الربيع العربي؟ وشهداء الربيع العربي ! بطلب يد عروس في الأردن ...علينا إصدار قانون للجاهات، يشبه قانون الضريبة الحالي، فكلما ازداد الوقار ..والحديث عن البطولات تتصاعد أجرة القاعة وثمن الكنافة...كلما ازدادت الثرثرة ..تتصاعد أيضا الأسعار ...
الجاهات في الأردن، هي عبارة عن منتج ثرثرة لا أكثر ولا اقل ومنتج مناقب وسجايا..وبطولات، وفي النهاية ..اصدقاء العريس لم يفهموا شيئا مما قيل ..ولا يعنيهم ما قيل عن دروس التاريخ ...وبعد الجاهة سيجتمعون في مقهى..سجايا
القهوة والمغامرات ..تطربهم أكثر من سجايا العشيرة ...
يا الله كم لدينا فائض من الوقار، وكم ننتج من الثرثرة ...
Hadi.ejjbed@hotmail.com
ال{أي