اختلفت طرائق المحتلين في إرهاب ومن ثم تهجير سكان البلد المحتل، منهم من اختار حرق القرى والمدن ومنهم من اختار اغتصاب النساء ومنهم من اختار قتل الشبان وغيرها..
الاحتلال الاسرائيلي اختار طريقة أخرى أسوأ وهي هدم قرى الفلسطينيين بعد احتلالها من سكانها بقوة السلاح وكما يجري الآن وفي السابق وقبل صدور وعد بلفور بإنشاء دولة لليهود في فلسطين.
وعلى ذمة موقع «جوجل» الالكتروني: ففي حرب 1948 قام الجيش الاسرائيلي بتدمير 248 قرية فلسطينية، منها في قضاء القدس 17 قرية منها قريتي «الولجة» التي ولدت فيها وفي قضاء يافا 29 قرية وفي قضاء جنين 13 قرية وفي قضاء الناصرة 45 قرية وفي قضاء طبرية 28 قرية وفي قضاء بيسان 16 قرية وفي قضاء بئر السبع 5 قرى وفي قضاء حيفا 27 قرية وفي قضاء عكا 29 قرية وفي قطاع غزة 21 قرية وفي قضاء الخليل 18 قرية...!
جرت العادة أن تُقدم مؤسسات الاستيطان الاسرائيلية في الماضي وحتى الآن ومستقبلاً أن تبني مستوطناتها فوق الأراضي الفلسطينية الغنية بالمياه والينابيع والمياه الجوفية والآثار التاريخية والدينية ومقامات الأنبياء وهذه المغريات للاستيطان الصهيوني موجودة وبكثرة في قريتي الولجة والعديد من القرى المقدسية والفلسطينية...
في العام 1978 زرت والمرحومة والدتي وزوجتي وأولادي قريتي الولجة المحتلة عام 1948 فوجدت المحتلين الاسرائيليين قد هدموا وبالألغام بيتنا وبيت عمي وجيراننا وجميع بيوت القرية والمدرسة باستثناء مسجدها والمقبرة.. ولاخفاء ما فعلت أيديهم من هذه الجريمة البشعة قاموا بنقل هذا الهدم كله إلى جهة مجهولة للاستفادة من حجارتها البيضاء القاسية الجميلة التي اقتلعت من محاجر قريتي ليجملوا بها بيوت مستوطناتهم وتحديداً في مستوطنة جيلو القريبة من الولجة ومستوطنات أخرى قريبة..
وبعد حرب حزيران العام 1967 جرى ومن قبل الجيش الاسرائيلي تدمير عشرات القرى الفلسطينية كما قام الصهاينة وبطرق جهنمية وبعد صدور وعد بلفور بتدمير العديد من القرى الفلسطينية أثناء الانتداب البريطاني وحتى في زمن الدولة العثمانية جرى تدمير الكثير من القرى الفلسطينية من قبل الصهاينة الأوائل وفق موقع جوجل نفسه..
مناسبة هذا الكلام...
فقد قام الجيش الاسرائيلي يوم الاثنين الماضي وبوجود الاعلام الاسرائيلي والفلسطيني والعربي والدولي ومخالفين جنوده لاتفاق أوسلو بهدم بيوت الفلسطينيين في «قرية الولجة الجديدة» قضاء بيت لحم والمحتلة عام 1967 والتابعة الآن للسلطة الفلسطينية وبحجج ضعيفة وواهية..
كل يوم يطلق الاعلام الاسرائيلي العديد من الأكاذيب آخر هذه الأكاذيب: «الفلسطينيون شعب تركوا طوعاً وطنهم»... متناسين المذابح التي قام بها الصهاينة لاجبار الفلسطينيين على ترك قراهم ومدنهم وهناك مذابح أخرى اعترفوا بها منها مذبحة دير ياسين الشهيرة تحديدا وكفر قاسم ونحالين وقدموا اعتذاراً عن مذبحة كفر قاسم.. لكنهم لم يقدموا حتى كتابتي هذه السطور أي اعتذار عن مذابحهم الاخريات. وعلى الأخص مذبحة دير ياسين الأشهر..!
إنها «كذبة صهيونية كبيرة» من أكاذيبهم وحبل الكذب قصير..!
الراي