أزمة وتنتهي أم أکثر من ذلك؟
سعاد عزيز
07-09-2018 03:05 AM
هل إن مايجري في إيران مجرد أزمة إقتصادية ـ سياسية يمکن معالجتها وتلافي آثارها وتداعياتها؟ وهل إن هذه الازمة ليست مٶثرة بتلك القوة التي يرسمها الاعلام الغربي والعالمي على الشعب الايراني، بل وهل يمکن لهذا الشعب أن يقاومها ويخرج منها بسلام؟ في طهران، مع إن هناك تخبط واضح في المواقف والتصريحات الصادرة بهذا الصدد، لکن هناك أيضا تصريحات خاصة من جانب المرشد الاعلى الايراني ومن جانب رئيس الجمهورية تٶکد على إنه بمقدور الشعب والنظام التغلب على هذه الازمة وتجاوزها، في حين إن الرئيس الامريکي وأوساط غربية ودولية لاترى ذلك بل إنها تعتقد بأن إيران لن تخرج من هذه الازمة الطاحنة دون أن تقدم تنازلات مٶلمة جدا.
عندما تصف مجلة"فوربس" اقتصاد إيران بأنه في وضع خطير للغاية، وأن البلاد تسير على خطى فنزويلا والكارثة الاقتصادية التي تمر بها. فإن هذا الوصف ليس إعتباطيا أو مجرد کلام عارض، ولاسيما عندما يعلل تقرير المجلة انهيار الوضع الاقتصادي في إيران لسببين أساسيين: الأول قيام مسؤولي النظام الإيراني بالاستحواذ على الأموال المفرج عنها بموجب الاتفاق النووي ، بدلا من توزيعها على الناس، حيث أشار التقرير إلى أن الحكومة لم تقدم أي دعم للمواطنين لتحسين ظروفهم المعيشية، أو الإنفاق على قضايا ملحة مثل نقص المياه وتلوث الهواء. المشکلة التي تشکل عقبة کأداء للمسٶولين الايرانيين هي إن الشعب الايراني يعاني فعلا من أوضاع ليست صعبة وانما بالغة الصعوبة وقد وصل به الحال الى مايمکن وصفه بالمحطة الاخيرة للتحمل والتي لاتوجد بعدها أية محطة أخرى، وإن هذه الحالة تصيب المسٶولين بتوجس وقلق غير عاديين، فهم في الوقت الذي يواجهون في الضغط الامريکي بأعنف وأقوى حالاته، فإن حالة الغليان الشعبي لاتقل خطورة عنه من حيث تأثيرها على النظام، ولذلك فإن النظام يقف في وضع لايحسد عليه من حيث حيرته وقلقه البالغين.
الازمة الحالية التي تواجهها طهران ومع أخذ کل الامور والقضايا المتعلقة بها بنظر الاعتبار، فإنها ليست أبدا کما يتم وصفها من جانب القادة الايرانيين، بل إنها أبعد وأعمق وأقوى من ذلك بکثير، ذلك إنه وطوال العقود الاربعة المنصرمة من حکم هذا النظام، لم يواجه أبدا أزمة ووضعا صعبا وبالغ التعقيد کما هو عليه الحال الان، إذ أن التأثيرات السلبية سواءا على النظام أو على الشعب، تبدو واضحة المعالم على مختلف الاصعدة وليس هناك من مجال لإخفائها والتستر عليها، لکن السٶال الاهم هو؛ هل حقا سيتمکن النظام من تجاوز هذه الازمة بسلام؟