"القدس" أولوية هاشمية أردنية
د. محمد كامل القرعان
06-09-2018 10:45 AM
ارتبط الهاشميون منذ بزغ فجر التاريخ بعقد شرعي وأخلاقي وديني مع القدس ، وتصدوا بصدورهم لجميع المؤمرات الصهيونية والدولية لتهويدها وإضاعة حقوق ابنائها ، وما زالوا شوكة بحلق كل الدعوات والمخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية ، ومجرد اي فكرة للحديث في موضوع الكنفدرالية الاردنية الفلسطينية فهو مرفوض جملة وتفصيلا وهو ما تفضل به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين واكده في مناسبات كثر محليا وعلى المنابر الدولية.
الكنفدرالية بقناعة الاردن هو التخلي الكامل عن الحقوق الفلسطينية التي ناضل من اجلها الاردن وابناء فلسطين الشرفاء وهي بالنسبة له من الثوابت غير قابلة للنقاش. فلا مساومة على فلسطين واستقلالها ، فالهاشميون حفظوا لها مكانتها، ونأوا بها عن خططا تمس بقيمتها الدينية الاسلامية والمسيحية ، وكذلك كان حال الهاشميين كما هو حال الاردنيين مع القدس الشريف، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، متلازماً وثابتا، وهي حرية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بيده وحق العودة وقيام دولة فلسطينية على ارضها والدفاع عن هذه الحقوق .
جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله طمأن الجميع وقطع اوتار الشكوك بعدم القبول بأي فكرة تدور حول الضغط سياسيا واقتصاديا للقبول بكنفدرالية ، وبدد الملك بذلك جميع الاشاعات حول هذا الوضع أو أية مخاوف حول مصير القضية واي حل او مفاوضات دون الاردن فهو مرفوض .
كما كان الهاشميين ذ اللاعبين الرئيسين في ساحة المجتمع الدولي للتأكيد على وجوب الحقوق الفلسطينية وحق الاشقاء الشرعين في اقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشرقية على حدود (1967) ، لن يقبل الملك المساومة على القضية الفلسطينية وهي تعتبر للملك القضية المركزية الاولى للاردن وللامة العربية والاسلامية وايمانه كما هو الصحيح بأنها جوهر الصراع في المنطقة وبحلها تحل جميع القضايا في المنطقة ، جاء الملك بلقائه مع المحاربين القدامي والعسكرين ليؤكد مرة اخرى بحضور رفقاء السلاح موقف الاردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية وانهاء الحديث عن موضوع الكنفدرالية بشكل لا رجعة عنه.
حديث الملك اكد مجددا المكانة العميقة للقوات المسلحة والاجهزة الامنية في قلبه واهتمامه بتطويرها ورعاية منتسبيها ، ان مثل هذه اللقاءات التي يجريها الملك مع فئات من ابناء شعبه تعزز للجميع روح المعنوية وتفتك بكل اشاعة تستهدف الاردن واثارة القلاقل من حوله، كما هي بالغة الاهمية باعتبارها حلقة وصل مباشرة بين القائد وشعبه في جو من الصراحة والوضوح والنقاش حول القضايا العامة الوطنية ، وهنا ايضا رسالة للمتداولين للاشاعات الهدامة بضرورة وقفها ، وهي ايضا رسالة لكل فئات الشعب ووسائل الاعلام بتوخي الحذر والانتباه عند نقل المعلومات باهمية التاكد منها وعدم نشرها ومراعاة المصلحة الاردنية خاصة في هذا الوقت الدقيق والمهم في تاريخ الاردن ومحاولة مندسين داخليا ومن الخارج زرع قناعات لدى المواطنين بهشاشة الدولة الاردنية والضرب بتاريخها ومكانتها العظيمة .
بغض النظر عن اي حالات حاولت النيل من امن الاردن واستقرارها فسيبقى الاردن عصيا بعون الله وحكمة الملك وبهمة ابنائه والتفافهم حول المصالح العليا للدولة ونظامها الملكي الهاشمي في وجه كل المؤامرات والاشاعات المغرضة الهدامة ضد الاردن ومستقبله.