الإشاعات: آخر أسلحة الحاقدين!
د. وليد خالد ابو دلبوح
06-09-2018 10:14 AM
"إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ" صدق الله العظيم.
أفلس الحاقدون واستنفذت حيلهم, فلو كان هناك سلاحا فعالا يمتلكوه للنيل من الوطن ومن أمنه واستقرارة لا قدر الله لما لجؤوا إلى ذلك السلاح الرخيص ... سلاح الإشاعة المؤسس على الكذب والمبالغة والخيال والخديعة والوهم والتهويل لتحقيق أهدافهم بإثارة الفتنة وتهديد الوحدة الوطنية وزعزعة الاستقرار. فهي بالتأكيد سلاح المفلس الذي استعصى عليه جميع السبل وصدت بوجه أحقاده جميع الأبواب, ولم يبقى أمامه إلا الرخيص المبتذل من الأدوات باستخدام أداة الإشاعة المبنية على الكذب والخداع والتضليل. وصل الفشل فيهم إلى حد الوصول إلى اغتيال الشخصية بطرق متهورة بالدخول إلى بوابة الطبقة الأكثر انحطاطا في عالم سلاح الإشاعات لتدخل أيضا في تفاصيل الخصوصيات والشؤون العائليةّ!!
الإشاعة بلا شك سلاح خطير وخطير جدا, فهي سلاح على شكل أداة ترنو إلى هدف مبطن مقصود ليستثمر في وقت ما موجه إلى جماعة معينة وضمن حدود محددة يكاد يعرف هدف صانعيها فقط. فكم من بيت هدم وكم من مجتمع تمزق وكم من جيش هزم وكم من بلاد أبيدت بداعي الأسباب النفسية أساسها كانت الإشاعات ومن منا لا يذكر التداعيات النفسية للإشاعات التي رافقت مجزرة دير ياسين (1948) في المبالغة والتهويل وانعكاسها على الهجرة "الطوعية" الفلسطينية.
النقد شيء والحقد شيء آخر!
ولطالما يُجمع العلماء بأن الحقد يعتبر أحد أركان الدوافع النفسية لبث الإشاعات, فليس مستغربا بأن ينسل الحاقد بأساليب متعددة لتحقيق ما يضمره يكون أخطرها عند ولوجه باب المعارضة ويلوح بالوطنية ليبث بعض الأخبار التي تدغدغ العاطفة وتثير الاهتمام في بدايات الأمر, فيتطرق إلى الفاسدين والقضايا المعيشية الهامة ليستقطب العواطف والعقول على حد سواء يؤسس من خلالها مصداقيته والتأييد مع مرور الزمن حتى إذا جاء بمشروعه المستتر وبكذبته الكبيرة المثيرة للفتن يكون حينها مصدقا ومؤثرا. وهذا بلا شك قد أثر سلبيا على نظرتنا في التمييز بين المعارضة الوطنية المعتدلة الغيورة ضد سياسة ونهج الحكومات وبين تلك الحاقدة المأجورة ضد الوطن والنظام على حد سواء.
كُشفت الأقنعة لأقوال وأفعال الكثير من الغرباء وهذا أمر متوقع منهم مما حاكوه سرا وأفصحوا عنه علانية ولكن ما يؤلمنا والغير متوقع هو ما يخرج من أفواه وأقلام أبناء جلدتنا خاصة من أولئك الذين يحتمون بالخواجا "رب نعمتهم" خارج البلاد على وجه التحديد.
دور المجتمع والمؤسسات ... جميعنا مسؤول
حري بنا أن نوقن أكثر من أي وقت مضى بأن أردننا الحبيب مستهدف وأن هناك مرتزقة يتوقون للنيل منه ومن أهله بشتى السبل والوسائل, وحري بنا أن نميز بين استغلال حرية الرأي سلاحا لأجل الوطن من جهة وسوء استخدام حرية الرأي سلاحا على الوطن من جهة أخرى.
(نعم) هناك تقصير في دورالحكومات المتعاقبة في التعامل مع الرأي العام وفي ندرة المعلومة المقدمة وغياب الشفافية لتكون سببا رئيسا في انتشار الإشاعة ولكن في المقابل نقول (لا) لأن يستغل هذا التقصير ليكون ذريعة وعلى حساب الوطن مهما بلغ التقصير وأن يكون النقد والنقد البناء من الداخل وإلى الداخل سبيلا ومخرجا لأي إخفاقات حكومية ومدخلا رئيسا للتغيير البناء.
الخاتمة: "الإشاعة يؤلفها (الحاقد) وينشرها (الأحمق) ويصدقها (الغبي/الجاهل)" منقول
لا أجد أجمل ولا أنجع خاتمة يضاهي ما قاله سيد الخلق في الأخلاق ودرء الفتنة والإشاعة حين قال عليه السلام, "كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. حفظ الله أردننا الغالي وقيادتة الهاشمية ودرء عنهم شر كل حاقد فاسد يحاول جاهدا للنيل من أمن الوطن ومنعته.
Dr_waleedd@yahoo.com