يشكو الناس قلة المدارس...فإن بنيت لهم.... قاموا بتحطيمها.
و يشكو الناس من تدخل الدولة في الجامعات، فإن اعطيت مجالسها الحق في تعيين رؤسائها....طردوهم.
ليست اول مرة يهان فيها معلم، و ينتقص من قدر مدير، او تكسر مدرسة...
و ليست اول مرة يتدخل فيها اصحاب النفوذ لفرض اراداتهم على الدولة.
و ليست اول مرة يمنع فيها رئيس جامعة من الوصول لمكتبه او يخرج منه عنوه، فقد حدثت في جامعات اخرى سابقا وحاولت الناس فرض اراداتها ولم نتعظ.
في كل المرات، كنسنا الامر و اخفيناه تحت البساط و كأنه غير موجود ونحن نعلم انه هناك و يتكاثر، كنا بتعبير آخر كالنعامة نخفي رؤوسنا في الرمال.
لم يؤد العجز في التعامل و في تطبيق القانون الا الى تفاقم الأمور لنصل لوضعنا الحالي المؤلم، طلبة يريدون الوصول للجامعات دون دراسة، وأناس يريدون رؤساء على مقاسهم و يأتمرون بأمرهم. وأخرون يتدخلون لتعيين من يريدون ويفصلون قوانين على مقاسهم.
لو ان المسيء جعل عبرة لغيره لاتعظ الناس، و لو ان من خرج على القانون حوسب كما ينص عليه القانون لاتعظ الناس، و لو ان من تدخل لفرض أمر، أو توسط لتغيير عقوبة كشف امره لتوقف الناس عن هذه الممارسات.
لو ان الادارات اعطيت للقادرين المؤهلين لما تمرد عليهم الطلبة ولا الموظفين. ولو ان المتنفذين توقفوا عن التأثير على صاحب القرار لتعيين المحاسيب من الضعفاء لتسلم امور هذه الادارات الاشخاص المؤهلين الواثقين اصحاب الرؤى.
ولو ان كل شخص عرف دوره في مؤسسته و التزم بقوانينها و ما يحكمها من تشريعات، لما افتأتت القلة على الكثرة، و لما اسكت صاحب الصوت المرتفع كل الآخرين.
حسبنا ان الجاهلية انتهت، فإذا هي معشعشة فينا، حسبنا ان الخلاف على نتيجة سباق بين فرسين او بعيرين قد انتهت، فإذا بداحس و الغبراء موجودة في الوطن و مواطنية.