ضرورة تنمية الوعي الخلقي لدى الأفراد أو الجماعات
أننا ننسى في كثير من الاحيان إن الوعي الأخلاقي ليس هبة فطرية تجود بها الطبيعة على قوم دون قوم أو فرد دون الآخر ،بل هي عادة مكتسبة تحصل تحت تأثير التربية والقدوة الصالحة ،وحين يدقق المجتمع في محاسبة أفراده،وحين يرفض الأفراد أنفسهم مبدأ التساهل مع الذات (مع الأخرين)هنا تأتي الصرامة الخلقية لتزيد من إحساس الأفراد بالقيم ،وتنمي لديهم روح التمسك بالمبادىء الأخلاقية ،ومعنى هذا إن المشرع العربي يملك الى حد كبير تنمية الوعي الخلقي لدى الأفراد أو الجماعات ،لانه يستطيع فرض العقوبات على كل جرائم الاهمال والتهاون ،فيخلق بذلك جواً روحيا مؤاتيا لاخلاق الصرامة وعدم التساهل مع الذات ،وليس من شك في إن جانبا غير قليل من الفساد الخلقي السائد في مجتمعاتنا العربية يرجع الى التساهل وانتشار مبدأ التهاون مع الذات ومع الأخرين .فلا بد لنا اليوم من العمل على تنمية روح الصرامة الخلقية حتى لا يبقى مجتمعنا كما عرف عنه مجتمع متساهلا متهاونا بحكمة (معلش- ما عليه شيء )ولا يرى مانعا من التسامح مع المخطئين والعابثين ،لا يمكن الا أن يكون مجتمعا منحلا متفككا !ولهذا فإن الاصلاح الخلقي متوقف الى حد كبير على نمو الوعي الخلقي وتزايد حظ الافراد أو الجماعات من الصرامة الأخلاقية ،ويبقى أن نقول إن الاصلاح الخلقي تعبيرا عن إرادة التغيير التي لا ترضى عنه الواقع الحالي بل أن نتطلع الى مستقبل أخلاقي أفضل وليس من شك في إننا جميعا نشعر بإستياء بالغ عندما نرى أو نسمع عن مفاسد أحلاقية ولكن هذا الشعور لا يزيدنا عن كونه مجرد خطوة على درب الاصلاح والخطوة الاؤلى هي الإيمان بقيمة الاخلاق.