مجموعة الكاوبوي تتحفز للعودة
فهد الخيطان
04-06-2009 04:24 AM
بثوا اشاعات التغيير قبل الاستثنائية وتحركوا من جديد على جبهة النواب
تنعش انباء التغيير الوزاري في العادة آمال العديد من السياسيين الطامحين بخلافة رئيس الوزراء وفريقه. لكن اللافت في الآونة الاخيرة هو تحرك محموم لفريق غادر رموزه مواقعهم تباعا. وهم يدفعون بقوة اليوم من اجل التغيير ليعودوا من جديد الى الواجهة.
ويراهن هؤلاء على ما يتردد من انباء عن تغييرات واسعة بالتزامن مع احتفالات المملكة بالذكرى العاشرة لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية. خلال الاسابيع القليلة الماضية سعى رموز هذا الفريق واعوانهم الى بث اشاعات التغيير الحكومي قبل الدورة الاستثنائية لمجلس الامة. وقد راجت بالفعل انباء عن امكانية تأجيل موعد الدورة الى ما بعد شهر حزيران الحالي, ولم يتردد المحسوبون على هذا التيار عن استخدام كل الوسائل لاضعاف الحكومة وتأزيم علاقتها مع النواب والمجتمع واعتمدوا في ذلك على اوساط نيابية تحركت بالفعل ورفعت مذكرة الى جلالة الملك تدعو الى اقالة الحكومة. المحاولة صُدّت على ابواب الديوان الملكي, لكن احد ابرز رموز مجموعة »الكاوبوي« على حد وصف سياسي اردني محترم ما زال يواصل تحركاته لحشد النواب ضد الحكومة. وفي مواقع مهمة لصناعة القرار ينشط اعوان »الكاوبوي« وتلاميذهم لافساد حالة الاستقرار التي تسود اوساط مراكز صناعة القرار في مسعى لاعادة (الاساتذة) الى مواقعهم.
لم يستسلم رموز مجموعة »المحافظين الجدد« الى حقيقة خروجهم من اللعبة السياسية ويصرون على العودة وبروح ثأرية تجاه كل من عارضهم فشعارهم »من ليس معنا فهو ضدنا«.
وفي اعتقاد هذه المجموعة ان اعادة تعريف وتحديد ادوار المؤسسات السياسية والامنية في الدولة بعد تغييرات السنة الماضية اضعف قدرة القوى الممانعة لنهجهم في الدولة مما يوفر بيئة مناسبة لعودتهم الى المسرح بقوة اكبر كخيار سياسي واقتصادي لا بديل عنه للبلاد. غير ان رموز هذه المجموعة يسقطون من حساباتهم وجود نقمة شعبية واسعة على سياساتهم التي ارتبطت بالمشاريع الفاشلة والصفقات المشبوهة والمحاولات الحثيثة للسيطرة على اموال الضمان الاجتماعي وبيع ممتلكات الدولة وصولا الى المساومة على المصالح الوطنية الاردنية عبر مشاريع سياسية للتسوية على حساب المملكة الاردنية الهاشمية.
تلك هي الذكريات العالقة في اذهان الاردنيين عنهم ولن يكون بوسعهم تغيير الصورة بمجرد تغيير الواجهات التي يضعونها على السطح.
اكثر ما اثار غضب تلك المجموعة هو استطلاع الرأي الاخير لمركز الدراسات الاستراتيجية الذي اظهر استقرار شعبية الحكومة على ارتفاع لأن ذلك في رأيهم يطيل من عمرها.
هذا استنتاج غير دقيق من وجهة نظري لكن المهم ليس بقاء الحكومة او رحيلها فالتغيير الوزاري تقليد اردني اصيل, المهم ان لا يعيد التغيير تلك الرموز الى المسرح مرة اخرى.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم.