الخرابشة عاش نسرا ومات بطلا
المهندس مصطفى الواكد
04-06-2009 04:05 AM
وتأبى مشيئة الله إلا أن تبقى السلط دائما في الطليعة، بهذه الجملة بدأت مقالي المنشور في الرأي الغراء بتاريخ 25-5-2005 بعنوان ( في وداع الشهيد النجداوي) إثر الإعتداء الإرهابي في مدينة العقبة حيث أكرمنا الله بأن كان الشهيد الوحيد في ذلك الإعتداء أحد أبناء مدينتا المرحوم الجندي أحمد النجداوي إضافة لإصابة زميل له تصادف أن كان اسمه أحمد أيضا فتمنيت يومها لو أني أب لألف أحمد لأقدمهم فداء للوطن والمليك.
في هذه المرة أيضا (ولكن أثناء واجب التدريب) يكرمنا الله بالشهيد الطيار إبن السلط الرائد صخر الخرابشه الذي تربى في مدرسة الشرف والبطوله سلاح الجو الملكي الأردني ليخط في آخر لحظات حياته سطرا جديدا في سجل الشهامة الأردنية عندما افتدى بنفسه جمعا من مواطنيه، مقتولين لا محاله لو اختار النجاة بنفسه وترك العنان لطائرته تسقط فوق أنى شاءت من المناطق السكنية، لكنه بقي قابضا على جمر الخلل الفني بإرادة الفارس المقدام الذي نذر نفسه للدفاع عن أهله لا لترويعهم وقتلهم ولو كانت كلفة ذلك إنهاء حياته. أما نجاة زميله التلميذ المرشح أحمد المعايطة فذلك درس أصر الشهيد على إعطائه لتلميذه وهو في طريقه إلى الشهادة عندما أمره بمغادرة الطائرة بمظلته ليعلمه شرف العسكرية بالتضحية بالنفس فداء لرفيق السلاح، لم يكن أحمد المعايطة النسر المنتظر أقل شهامة من الشهيد وكأني بهم والله يتدافعان في اللحظات الأخيرة متنافسين، كل يريد الشهادة لنفسه فداء للرفيق، لينصاع أحمد في النهاية للأمر العسكري وتكتب له السلامة بفضل الله.
لا أعرف صخرا ولا أحمد، لكنها دمعة أحرقت الخد وأثارت الوجد، فمثل صخر له أن يبكيه الرجال لأن مثيله لا يولد كل يوم، لقد عاش نسرا ومات بطلا، له الرحمة ولنا جميعا حسن العزاء ولرفيقه ندعو الله الشفاء، ولأبنائنا القدوة في هؤلاء الشباب. هي في النهاية إرادة الله، الذي لا راد لقضائه، ما شاء فعل وإنا لله وإنا إليه راجعون.
mustafawaked@hotmail.com
الراي