في بعض الدول، إذا ما رغبت بإقالة رئيس الدولة أو الحكومة قد لا يحتاج الأمر الى كسر لوح زجاج أو حرق عجل كوشوك، بل إن بعضهم طار من منصبه بوقفة شموع سلمية!
في مدرسة الفيصلية، استخدم أحد الطلاب برميلا للتعبير عن احتجاجه وقام برميه ليكسر ظهر أحد زملائه بالغلط، البرميل المستخدم من الحجم الكبير الذي ما استخدم في أحد الاحتجاجات يكفي لإقالة رئيس دولة، أو حل مجلس نواب، أو وقف تدخل إحدى الدول عسكريا في إحدى الحروب.
مستحيل أن يكون الطالب الذي استخدم البرميل قد حفظ قصيدة عمو منصور النجار، هذا الطالب أنا على قناعة أنه يحفظ قصيدة عمو منصور المسجون، أو خالو منصور المحشش، ومستحيل أن يكون قد حضر حصة تعبير موضوعها المحافظة على ممتلكات الوطن، هذا الطالب أعتقد أنه دائم الحضور في المشاجرات والأعراس وجلسات الأرجيلة، فالتعبير كان واضحا في استخدام البرميل، وربما أنه يستغل حصة الفن للكتابة على يديه (حياتي عذاب) وليس رسم أرنب أو شجرة، طالب في الصف الرابع لديه كل هذا العنف ويستخدم البرميل، إذا حين يصبح هذا الطالب في الصف الأول الإعدادي قد يصبح مطلوبا على ثلاثة قيود أمنية منها مقاومة رجال الأمن العام، وحين ينهي الثانوية العامة قد يزامل مطيع على قوائم الانتربول الدولي!
طالب آخر من المدرسة نفسها ذهب في غمرة الاحتجاجات وبنشر عجل سيارة المدير، العجيب أن كاميرات الهواتف وثقت الحادثة ولم يطلب من أحد وقف التصوير وكأنه يتبنى العملية بكل فخر.. من يبنشر عجل سيارة المدير وهو في الصف الثالث من دون خوف أو تردد، إذا في الصف السادس إن لم تعجبه علامة الرياضيات من الممكن أن يمزع وجه المعلم موس كباس ويصبح في وجه المعلم مضيق أكبر من مضيق هرمز، من في عمره لا يجرؤ على الذهاب ليلا الى الحمام وهذا بنشر عجل سيارة المدير بكل جرأة، أعتقد أن هذا الطالب لن يتقدم لقوائم القبول الموحد في الجامعات بل سيكون إما على قوائم المقبولين في سجن الجويدة أو سواقة حسب رغبته الشخصية، إما على ضربة موس أو سيجارة جوكر!
معظم طلاب المدرسة شاركوا في الاحتجاجات وقاموا بتحطيم المقاعد الدراسية، ومدير التربية والتعليم في المنطقة يوضح أن سبب الاحتجاجات هو نقل المدير السابق، لو كان المدير السابق أحسن تربيتهم وتعليمهم لوجدنا الدموع في عيونهم والزهور في أيديهم احتجاجا على نقله وليس البراميل وتحطيم المقاعد.. أكيد لم تتحطم مرافق المدرسة من طلاب بهذه الأخلاق الا إذا كان المدير السابق حنونا ويولع لهم سجائرهم، أو لا يسمح بتواجدهم في المدرسة بعد الفرصة، وربما لديه مكارم عديدة في توزيع العلامات!
من المفروض أن هناك مرشدا تربويا من وزارة التربية والتعليم يزور المدارس ويقوم بتقييمها، يا ترى لو عدنا لتقييم ذلك المشرف ماذا سنجد عن تقييم هذه المدرسة؟! أعتقد أنه كتب أن المعلمين يقومون بواجبهم على أحسن حال، والطلاب قمة في الأخلاق.. ولم يتنبأ بهذه الكارثة التربوية والأخلاقية.. والسبب أن إفطاره في المدرسة حين زارها كان قلاية بندورة مع لحمة لذلك استحقت تقييما إيجابيا!
حين تنتفض مدرسة بأكملها، ويكون طلابها بهذه الأخلاق.. ويتم التعدي على المعلمين والمدير، ويستخدم فيها البرميل بهذه الهمجية والوحشية.. يا ترى هل هذه مدرسة أم كوفي شوب؟!